Categories: اراء

لم “أقاطع” ولن “أضرب”.. لهذا السبب

علاء القرالة

بالتأكيد لم اكن منذ البداية مع المقاطعة ولم أكن مع الإضراب ولن أكون، لأسباب كثيرة ابرزها ان كلاهما يضر باقتصادنا الوطني ويتسبب بتسريح عشرات الالاف من الاردنيين، ولهذا سابقى رافضا للمقاطعة واقفا ضد اي دعوة للأضراب داعيا لمراجعتها واستبدالها بوسائل أكثر نجاعة وفائدة لاهل غزة، فما هي الوسائل البديلة الداعمة ؟.

دعوات «المقاطعة والاضراب» التي اعلن عنها منذ بدء العدوان الاسرائيلي جاءت من باب النصرة لاهلنا في غزة، تحول مسارها ضدنا وكاننا كمن يطلق النار على اقدامه، فبدلا من ان تكون وسيلة للضغط على الاحتلال والدول الداعمة له، بل انها أصبحت وسيلة ضغط باتجاه الوطن واقتصاده وتهدد عشرات الالاف من العمالة الاردنية، وهنا لابد من مراجعتها قبل فوات الاوان فالاقتصاد الوطني له قدرة على التحمل فهل نتركه وحيدا يناضل ويواجه تحديات خارجية وداخلية تضر به.

منذ ان بدأ هذا العدوان وبعض من دعوا الى هذه الممارسات يرفضون لغة العقل والمنطق وينزلقون باتجاه العاطفة،مخونين ومشككين في كل من يتحدث ويرفض هذه التصرفات الهدامة التي لم تؤثر خلال الشهور الماضية سواء باقتصادنا الوطني والعاملين فيه، فعندما نتحدث عن عشرات الالاف من الاردنيين مهددين بالتسريح والعودة الى حوض البطالة فهذا ليس من المنطق بشيء، وان نشل الاقتصاد الوطني وان نتعطل عن العمل فهذا ليس من الحكمة بشيء

اين الاجدى ان نضرب عن العمل ام ان نتبرع بجزء من الارباح والدخول لاهلنا في غزة، واين الجدوى من «المقاطعة» اذا ما كان من يدفع الثمن هم ابناء الوطن من العاملين في علامات تجارية فمن سينفق عليهم ومن

سيسدد التزاماتهم الشهرية واليومية،وهنا ندعو الجميع الى وضع انفسهم مكان هؤلاء العاملين الذين ارتبطوا

بهذه الوظائف وخاصة ان الجميع يعلم ان الحصول على فرصة عمل اصبح شبه مستحيل في ضوء ارتفاع البطالة وتراجع الاستثمار والسياحة جراء العدوان.

اذا ماكنا جادين بدعم غزة ومساعدتهم على تحمل جزء ممن يعانوه من ماكنة الحرب، فلنخصص يوما للتبرع لها من الجميع عاملين وتجار وحكومة وقطاع خاص وشركات ومواطنين، فقوتنا قوتهم وكما ان غزة ترفض ان نتضامن ونناصرها بتصرفات على حساب الاردن واستقراره، فهذا الوطن اخر حصون دعم المقاومة شاء من شاء وشكك من شكك فمواقنا تخرسهم.

خلاصة القول، ان فكرة «المقاطعة ودعوات «الاضراب» اثبتت فشلها في ايقاف العدوان على غزة، بينما اثرت وبشكل مباشر على اقتصادنا فنحن في كل يوم نقاطع او نضرب فيه عن العمل نساهم بارباك الاقتصاد الوطني واستقراره وقطع ارزاق ابنائنا وهذا ما يريده العدو، ولهذا قررت كما غيري كثيرين ان لا نقاطع و رفض الاضراب وان لا نصدق كل ما اسمع لاجل وطننا واقتصاده، واثقين بقيادتنا ودبلوماسيتنا في ايقاف هذا العدوان على غزة وايصال المساعدات لاهلنا هناك.

editor

Recent Posts

مملكة البحرين تدعو إلى تجنب التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، …

4 ساعات ago

الترخيص المتنقل في الأزرق الاثنين والثلاثاء

تنفذ إدارة ترخيص السواقين والمركبات، بالتعاون مع بلدية الأزرق الجديدة في محافظة الزرقاء، يومي الاثنين…

4 ساعات ago

من الذي يبث التوتر داخل الأردن؟

تجالس كثرة من مستويات مختلفة، وتسمع من يقول لك إن الأردن تعرض لتوتير مضاعف على…

4 ساعات ago

الملك عاهد الأردنيين، واجب الدولة أن تتحرك

تمر المنطقة، وبلدنا جزء منها، بحالة من "اللا يقين" السياسي، الخيارات المتاحة تبدو معقدة وصعبة،…

4 ساعات ago

شاهد كيف اصبحت اسعار البيع المحلية للمحروقات بأنواعها لشهر تموز في الاردن

أعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية النشرة الشهرية لاسعار البيع المحلية للمحروقات بانواعها المقررة لشهر تموز…

4 ساعات ago

يورو 2024 : اسبانيا توقف مغامرة جورجيا وتهزمها بأربعة اهداف مقابل هدف

تمكن مُنتخب إسبانيا من التأهل لربع نهائي كأس أمم أوروبا “يورو 2024” بعد الفوز على جورجيا بنتيجة 4-1. وكان…

4 ساعات ago