اراء

لن نحترق ولن ندمر الوطن كي ننال رضا الطائشين والمسكونين بالفوضى

محمود علي الدباس

سأكرر ما قلته ويقولوه الكثيرين من القابضين على جمر حب هذا الوطن ، ان الاردن القوي المنيع المستقر هو الضمانة والسند لابنائه واشقائه في فلسطين وبلاد العرب.

هذا المنطق وهذا الفهم السليم ، الضد للفهم المريض عما يروجه بعض الطائشين والمسكونين بالفوضى ، البعيدين عن الواقع والتفكير السليم.

هل يعقل ان نخرق السفينة التي تحملنا وتسير بنا الى بر الامان ، كي يطرب الناعقين بالخراب ، والذين لا يرى بعضهم ابعد من موظئ قدميه؟؟

واجب كل الخيرين في هذا الوطن والذين اواهم عندما عزت عليهم ارضهم وبلاد اخرى ان يدخلوا لها ، ولا نقول هذا من منة ولا نريد ان ينسب لنا فضل ، لان ما قام به الاردن قيادة وشعبا انما هو في صميم مبادئ هذا الوطن ، الذي لن يحيد يوما عن اغاثة الملهوف واستقبال الضيوف.

كان الاردن وسيبقى موئل الاحرار من كل بلاد العرب والاسلام والحضن الدافئ والقلب النابض بقضايا امته وفي مقدمتها القضية المركزية “القضية الفلسطينية” وكذلك الوقوف مع اهلنا في سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا ازاء ما تعرضت لها بلدانها من انعدام الامن واستحالة الحياة في وقت من الاوقات.

وفي هذه المرحلة برزت قضية الحرب على غزة ، فكان الاردن سباقا في الوقوف الى جانب الاهل هناك وارسل المستشفيات الميدانية وعزز ما هو موجود واسند الاهل في الضفة الغربية بكل امكانياته ، وتابع جهده السياسي والانساني على مختلف الصعد وفي كل المحافل الدولية ، وفك الحصار عن غزة بانزالات جوية بتوجيهات ملكية واضحة ، لمد الاهل هناك بالمواد الغذائية والطبية.

فكان الاردن القدوة الحسنة في هذا المجال كما هو على الدوام ، ولحق به العديد من دول العالم لتقديم العون والمساعدة من خلال المشاركة في الانزالات الجوية على مختلف المناطق المنكوبة في غزة ، واسهم في التخفيف من اثار تقلص الامدادات الغذائية وما تشهده غزة من مجاعة بسبب الصلف الصهيوني ، وفعل كل ما يمكن لعرقلة وصول المساعدات اليهم.

على الجهة المقابلة اقتصاديا تأثر الاردن بشكل كبير بتبعات وتأثيرات الحرب على غزة ، وتراجع الدخل السياحي بشكل لافت جراء حالة عدم الاستقرار في المنطقة ، كما تأثرت مختلف القطاعات الاقتصادية بهذه الحرب الشعواء ، وهو الامر الذي انعكس على مختلف شرائح المجتمع في الاردن ، جراء دعوات المقاطعة للمنتجات والعلامات التجارية الاجنبية ، وتم تسريح العاملين في تلك المنشآت ، مما زاد الضغط على الاسر الاردنية.

ورغم كل ذلك الا اننا نجد من يحرض ضد الاردن وكأن الاردن وحده قادر على مجابهة التصعيد في المنطقة ، والغريب في الامر ان من يعيشون في الاردن ، ربما باندفاع غير محسوب ، والبعض الاخر ممن تسكنه الفوضى يريد لهذا البلد ان يدخل في اتون الصراع ، وهم يعلمون ان ذلك سوف يؤدي الى نتائج وخيمة على الجميع ، وسيكون هؤلاء اول من يصرخ من الالم بعد ان يصحوا على ما نتائج ما طلب به ، فيما لو انجرت الدولة خلف ترهات واضغاث احلام هؤلاء غير الواعين لنتائج ما يطالبون فيه.

لقد كان الاردن الرسمي والشعبي جسدا واحدا في مواجهة ما يتعرض له الاهل في غزة ، فكان  ذلك ان اغضب بعض المزاودين والباحثين عن الثغرات ، والسائرين في ركب من لا يرجون خيرا لهذا الوطن ، وينعقون بالخراب من خارجه ، لنهدم الوطن ونسير الى الخراب ، الذي لن يخدم فلسطين ولا غزة ولن يسهم الا في تنفيذ المخططات الدنيئة لاعداء الاردن وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني ، الذي يسعى لتفتيت النسيج الوطني لاي دولة في محيطه ، لخدمة مشروعه التوسعي وتصدير ازماته للخارج وتهجير الفلسطينين من ارضهم لتنفيذ مخططاتهم في افراغ الارض من اهلها وفرض الامر الواقع وفق منهج ونظرية الفوضى الخلاقة التي لا تبقي ولا تذر ولا تفرق حين ذاك بينهم وبين من كان على الدوام متفهما لتلك المخططات واسبابها الخفية.

اخاطب من غلبتهم المشاعر النبيلة والانفاعلية جراء ما يشاهدوه من جرائم حرب وابادة ضد اخواننا واخواتنا في غزة ، ان لا يتحولوا الى ادوات لتنفيذ المخططات التي تحاك ضد الاردن وبالتالي ضد كل من يعيش ويحيا على هذه الارض الطيبة ، وان يعود الى رشده ويفهم ما يضمره الاعداء لهذا الوطن.

لن نحترق ولن ندمر الوطن كي ننال رضا الطائشين والمسكونين بالفوضى.

والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى