لواء الكورة: سكان يتبرعون لتوسعة طريق سياحي إلى كهف المسيح

رؤيا الاخبارية – اضطر أهالي منطقة بيت أيدس في لواء الكورة إلى توسعة الطريق المؤدي إلى كهف السيد المسيح

السياحي، من خلال مبادرة أهلية تطوعية، بعد أن ذهبت الوعود الرسمية منذ سنين أدراج الرياح، وبقيت الطريق التي لا تكاد تتسع لمركبة تشكل معاناة لمرتاديها مسببة حوادث مميتة.
وتشكل الطريق أهمية ذات طابع تاريخي وسياحي، وخصوصا للسياح القاصدين لمواقع كهف السيد المسيح ومعصرة الزيتون الحجرية الرومانية، والكنيسة البيزنطية.
وجسدت المبادرة تكاثف أهالي المنطقة مع الجهات الرسمية التي حال تداخل الصلاحيات بينها دون توسعة الطريق وتحويله من زراعي إلى خدمي على مدى السنوات الماضية، رغم أهميته السياحية والخدمية التي يمكن ان يقدمها لسكان المنطقة.
وقال رئيس جمعية “السنابل الذهبية ” فادي المقدادي والذي تبنى، ان الطريق الذي كان لا يزيد عرضه على ثلاثة أمتار اصبح حاليا بعرض 6 أمتار، مشيرا إلى أن الجمعية قامت بجمع التبرعات من أهالي المنطقة عبر لجنة أهلية استأجرت آليات لهذا الغرض، لتنجز توسعة الطريق أخيرا خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوعين.
وأكد ان اغلب الجهات المعنية بتوسعة الطريق، كانت تصدر وعودا لم ينفذ منها أي شيء، رغم المحاولات العديدة والمراجعات من قبل المواطنين والذين طالبوا بالاسراع بتوسعة الطريق للتسهيل على المواطنين وعلى الزائر الذي يقطن خارج المنطقة. وأضاف المقدادي ان توسعة الطريق ذات أهمية اقتصاديا وسياحيا وتاريخية.
ويخدم طريق كهف السيد المسيح البالغ طوله 2 كيلومترين في منطقة العرقوب أكثر من 500 نسمة، يمتلكون منازل وأراضي زراعية على جانبيه، بالإضافة إلى خدمته للسياح والزوار القاصدين في الوصول لموقع كهف السيد المسيح، والذي اكتشف العام 1994، والكنيسة الأثرية البيزنطية على سفح تلة مقابلة والمعصرة الحجرية القديمة في المنطقة والتي تشكل إرثا قديما.
وبين ان قيمة المبلغ الذي تم جمعه من الأهالي بلغ حوالي 2470 دينارا مؤكدا ان هذا المبلغ لا يكفي أعمال التوسعة، ولكن هناك تكافل اجتماعي من المجاورين، إذ ان هناك من تبرع بالآليات ومنهم من تكفل بإعداد وجبات الطعام والمشروبات للعمال.
وأكد المقدادي ان أعمال توسعة الشارع قانونية، إذ تم مخاطبة الجهات المعنية من الأشغال والكهرباء والماء، وإزالة العوائق بالتعاون معهم، والحاكم الإداري والذي كان له دور كبير بالعمل والمساعدة وتسهيل مهمة العاملين.
وأضاف مقدادي، إن تطوير المنطقة والتسهيل على مواطنيها وعلى السياح والزوار للوصول إلى كهف السيد المسيح عليه السلام، كان الدافع الأبرز للجمعية لتبني مبادرة توسعة الطريق بالتنسيق مع متصرفية لواء الكورة، تمهيدا لتعبيده من قبل وزارة الاشغال العامة، مشيرا الى ما يمثله الطريق من أهمية لسكان المنطقة الذين يخدم منازلهم ومزارعهم القريبة من المكان.
وبين المقدادي، أن المنطقة شهدت تراجعا في أعداد السياح إليها خلال السنوات الماضية، جراء صعوبة المرور من الطريق بسعته الضيقة التي لا تكاد تتحمل عبور مركبة باتجاه واحد، وتعجز عن خدمة حافلات السياح الكبيرة.
ولفت إلى أن توسعة الطريق وفرشه بمادة “البيس كورس” حالياً، جعله يشهد حركة نشطة حاليا، فيما هناك تراجعا واضحا بعدد الحوادث والاضرار التي كانت تلحق بالمركبات الخصوصي والزراعي.
وأكد المقدادي ان أعمال التوسعة ستعمل على تنشيط الحركة السياحية وجذب الاستثمارات الى المنطقة، والتي من شأنها المساهمة بتشغيل العديد من الأيدى العاملة في المنطقة والحد من جيوب الفقر المنتشرة في اللواء، مشيرا إلى أن لواء الكورة يعاني انتشار الفقر فاقمته جائحة كورونا والتي أوجدت فئة جديدة من الفقراء والذين فقدوا أعمالهم إثر الإغلاقات التي تفرضها الحكومة بين الفينة والاخرى.
وشجع المقدادي في حديثه، على المبادرات غير التقليدية من مؤسسات المجتمع المدني وتعميم التجارب الناجحة بالمجتمع المحلي، التي تعكس تشاركية تلك المؤسسات مع الجهات الرسمية، في الإسهام بالمشروعات التنموية والخدمية المتصلة مباشرة بالمواطنين، مؤكداً أهمية دراسة إنجاز مزيد من التوسعة للطريق ضمن نظام الاستملاك بما يحقق المصلحة العامة للمنطقة لتحقيق الفائدة المرجوة من ذلك.
وقال مصدر من مكتب أشغال الكورة، إن طريق العرقوب المؤدي إلى كهف السيد المسيح يعد من الطرق الحيوية التي سيجري وضعها ضمن أولويات مشروعات الأشغال في اللواء على موازنة العام المقبل في مجلس محافظة اربد، مثمنا المبادرة الأهلية للمواطنين في توسعة الطريق وإزالة عوائق تعبيده، وتنفيذ خلطة إسفلتية على مساره، ما يعكس صورة حية للمواطنة والتعاون بين الجهات الرسمية والأهلية.

الغد – علا عبد اللطيف