تقنية

مأزق جديد لإيلون ماسك.. خدمة “ستارشيلد” تهدد مصالحه في الصين

يواجه الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، مأزقا نتيجة اصطدام مصالحه في الولايات المتحدة والصين بصراع البلدين حول تايوان؛ حيث بات مطلوبا منه أن يتيح خدمة الاتصالات “ستارشيلد” للقوات الأميركية المتمركزة في الجزيرة.

ويوضح خبير في تكنولوجيا المعلومات، ومتخصص في العلاقات الدولية، لموقع “سكاي نيوز عربية” ما وراء الإلحاح الأميركي على إتاحة خدمة “ستارشيلد” للقوات في تايوان.

وخدمة “ستارشيلد”، هي خدمة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، توفرها شركة “سبيس إكس” SpaceX التي يمتلكها ماسك، لعملاء حكوميين في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، وفقا لما ذكرته شبكة CNBC الأميركية.

رسالة حادة إلى ماسك

ويبدو أن توجيه هذه الخدمة لمساعدة القوات الأميركية المتواجدة في تايوان يواجه عراقيل؛ ما دفع مايك غالاغر، النائب الجمهوري من ولاية ويسكونسن، رئيس لجنة مجلس النواب المعنية بالحزب الشيوعي الصيني، إلى التوجه لماسك بالقول إن عليه تقديم إحاطة للجنة بشأن عمل الشبكة في تايوان بحلول 8 مارس، لأن توفير شبكة اتصالات قوية للعسكريين الأميركيين هناك أمر بالغ الأهمية لمصالح واشنطن في منطقة المحيطين الهادي والهندي.

وشدد، السبت، على أن عدم إتاحة “ستارشيلد” للقوات الأميركية في تايوان يعني ارتكاب “سبيس إكس”. انتهاكات لعقدها مع “البنتاغون” الخاص بأن تتيح هذه التقنية للقوات الأميركية في جميع أنحاء العالم.

تشفير وسرعة عالية

يصف خبير أمن المعلومات والتكنولوجيا محمود فرج “ستارشيلد” بأنها أحد أبرز مشاريع الأقمار الاصطناعية المملوكة لإيلون ماسك، وهي مخصصة لحماية الأمن القومي، ولخدمة الجهات الحكومية الأميركية.

وعن أهميتها الأمنية لواشنطن إذا توفرت لها في تايوان بشكل خاص يقول فرج:

ستوفر السرعة العالية مقارنة بأي خدمة تخص قمر اصطناعي آخر.

تتيح استقبال المعلومات من الجهات الحكومية بطريقة مشفرة يصعب تفكيكها.

هي مصممة خصيصا لمراقبة الأرض وعمليات الاتصال.

عسكريا، تساعد في الحماية من أي هجمات من المحتمل أن تحدث في تايوان.

تساعد الولايات المتحدة في الحصول على معلومات أكثر عن الجيش الصيني.

استخدام “ستارشيلد” هو ضمن حروب الجيل السادس، التي تعني إدارة الحرب وإحداث الدمار عن بعد، وليس في أرض الميدان، وبدون الحاجة لأسلحة كثيرة.

الاستفادة من درس المناطيد

عن حاجة واشنطن لخدمة “ستارشيلد” في صراعها مع الصين، يُذكِّر الخبير في العلاقات الدولية محمد اليمني بشكوى تايوان في فبراير الماضي، من تحليق 8 مناطيد صينية فوق أراضيها وحولها.

ووفق اليمني، فإن واشنطن “تشعر بخطر من ناحية الصين بعد تمكن المناطيد من التحليق فوق تايوان”؛ ولذلك تتجه إلى استخدام هذه الخدمة، بالإضافة لحاجتها إليها أيضا في أغراض عسكرية أخرى.

وكانت الحكومة الصينية رفضت الشكاوى المتكررة من تايوان بشأن المناطيد، قائلة إنها لأغراض الأرصاد الجوية.

مأزق ماسك

بجانب مصالحه الاستثمارية والأمنية في الولايات المتحدة، فإن لماسك استثماراته في الصين، أشهرها مصنع شركة “تسلا” للسيارات الذي أقامه هناك.

وشهد العامان الماضيان تصريحات من ماسك بشأن جزيرة تايوان، فسرها البعض بأنه أخذ فيها جانب بكين التي تعتبر الجزيرة جزء لا يتجزأ من أراضيها، فيما تدعم واشنطن أحزابا انفصالية داخل تايوان، بحسب ما تتهمها بكين.

ومن ذلك، أنه في سبتمبر 2023، قال ماسك خلال قمة “All-In” للتكنولوجيا في لوس أنجلوس: “اعتقد أنني أفهم الصين جيدًا، لقد ذهبت إلى هناك عدة مرات واجتمعت مع القيادة العليا على العديد من المستويات لسنوات عديدة”.

وتابع قائلا: “إن سياسة الصين تتمثل في إعادة توحيد تايوان مع الصين. من وجهة نظرهم، ربما يكون الأمر مشابهًا لهاواي أو شيء من هذا القبيل، مثل جزء لا يتجزأ من الصين ليس جزءًا من الصين بشكل تعسفي”.

وأثار هذا غضبا شديدا في أروقة وزارة الخارجية التايوانية التي ردت على لسان الوزير جوزيف وو حينها بتغريدة على وقع “إكس”، الذي يملكه ماسك أيضا، قال فيها: “اسمعوا، تايوان ليست جزءًا من جمهورية الصين الشعبية وبالتأكيد ليست للبيع”.

كما كتب أيضًا أنه يأمل أن يطلب ماسك من الحزب الشيوعي الصيني السماح لأفراده بالوصول إلى “إكس” المحظور حاليًا في الصين.

وأدت خدمة اتصالات أخرى، هي “ستارلينك” الخاصة بالإنترنت الفضائي، وتقدمها شركة “سبيس إكس” لوضع ماسك في مواجهة الأطراف المتصارعة خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ عام 2022.

فمع توفيره هذه الخدمة لأوكرانيا، حليفة الولايات المتحدة؛ للتغلب على غياب أو ضعف الخدمة بعد قصف روسيا للبنية التحتية في عدة مدن، فإنه رفض تزويدها بها حين أرادت شن هجوم كبير على روسيا في شبه جزيرة القرم، وفق ما اعترف هو نفسه بذلك أيضا في سبتمبر 2023، مبررا ذلك بأنه “أراد تجنب المشاركة في عمل حربي كبير”؛ ما أغضب كييف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى