اخبار الاردن

“مؤتمر الاستجابة” لغزة.. إرادة أردنية صلبة لنصر الفلسطينيين

عمان تستضيف مؤتمراً دولياً إنسانيا بشأن القطاع في 11 الجاري

تتجه الأنظار نحو المؤتمر الدولي الذي يستضيفه الأردن للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، في الـ11 من الشهر الحالي، بتنظيم مشترك مع مصر والأمم المتحدة، ويعقد المؤتمر بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إغاثية دولية.

ويعول حزبيون وسياسيون وخبراء على نتائج المؤتمر سعيا لتعزيز استجابة المجتمع الدولي لكارثة القطاع الإنسانية، وتحديد آليات الاستجابة الدولية الفاعلة و الاحتياجات العملياتية لذلك.

وقال الأمين العام لحزب عزم المهندس زيد نفاع،  ان عقد مؤتمر الاستجابة الانسانية بشأن غزة، مهم جدا وجاء في توقيته، وكذلك في المضامين المنتظر بحثها، حيث ستكون هناك مشاركة دولية واسعة وعلى أعلى المستويات الدولية إلى جانب منظمات دولية.

وأضاف نفاع إن المؤتمر خطوة مهمة جدا، ليس فقط للوصول لعمل دولي مشترك لتقديم المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة، وإنما أيضا للسعي الحقيقي لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم والحرب المدمرة التي أدت لكوارث إنسانية وبيئية وصحية وأتت على كل مقومات الحياة الطبيعية في القطاع.

وشدد حزب عزم على أهمية المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك لدعم القضية الفلسطينية، وكذلك دعم الأهل في غزة، وتقديم كل وسائل الدعم والسند لهم.

وأضاف ان الأردن ما زال يقوم بجهود جبارة منذ السابع من أكتوبر، دبلوماسية وسياسية وإنسانية لدعمهم، ليأتي المؤتمر مكملا لهذه الجهود المقدّرة جدا من كل الفلسطينيين والعرب والعالم، وحتما سيصل لنتائج إيجابية تخفف من معاناة أهلنا في غزة.

واكد ان المؤتمر، يهدف الى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

كما يستهدف تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة.

من جهته، أكد الأمين العام لحزب النهج الجديد، الدكتور فوزان البقور العبادي، أن «مؤتمر الاستجابة الانسانية» يعتبر جزء من سلسلة طويلة من الجهود التي تبذلها المملكة والتي تأتي انسجاما مع الدور الذي تلعبه المملكة منذ اليوم الأول من انطلاق هذا العدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، سواء على الصعيد الدبلوماسي، أو المساعدات الانسانية المختلفة برا وجوا،.

وأضاف: تجبرتنا الطويلة والبحث عن الحلول المبتكرة خارج -الصندوق- لايصال المساعدات في ظل العوائق والتحديات التي يفرضها الكيان الصهيوني على الأرض، وأن هذا المؤتمر يعتبر استجابة واضحة لجهود المملكة واستكمال للمسيرة التي يؤديها الأردن، بهذا الملف، وأعتقد ان هذا المؤتمر سيحقق نجاح منقطع النظير حيث ستكون هناك استجابة، كما انه سيكون هنالك خطة واضحة المعالم تؤدي إلى زيادة مقدار المساعدات العاجلة لغزة، وزيادة الضغط على الكيان الصهيوني، واستخدام نظام العزلة لهذا الكيان، وذلك بعد رفضه استجابة جميع النداءات الدولية في هذه الحرب الظالمة.

وختم العبادي أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت مثالي للضغط الاضافي على هذا الكيان الصهيوني، ولزيادة حجم المساعدات المتجه نحو القطاع.

من جانبه، أكد أمين حزب الميثاق الوطني الدكتور محمد المومني، عن دعم الحزب للمؤتمر الدولي، مشيرا إلى أن المؤتمر يشكل عملاً سياسياً ودبلوماسياً جماعياً من أجل وضع الصيغ والآليات لتحقيق الأهداف منه.

كما بين أن المؤتمر يأتي تأكيدا للموقف الأردني الثابت والراسخ والداعم لصمود الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والذي يتعرض لابشع عدوان غاشم خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، داعيا المجتمع الدولي لدعم مخرجات المؤتمر لمساعدة الأشقاء في غزة على تجاوز الكارثة الإنسانية التي لحقت بهم في القطاع.

وقال مدير مركز المعلومات والبحوث في مؤسسة الملك الحسين الدكتور أيمن هلسة، «تنبع أهمية هذا المؤتمر من الضرورة العاجلة في إغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وإتاحة المجال لدخول وإيصال المساعدات داخل القطاع، وهذا يتسق مع التدابير التي قررتها محكمة العدل الدولية جميعها بضرورة فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية للمدنيين في غزة بسبب الأحداث الصعبة والتي تجاوزت جميع الحدود الإنسانية».

واعتبر هلسة بأن المؤتمر هو رسالة تؤكد بأن سلطات الاحتلال لا تتعاون مع المنظمات والجهات المعنية بتقديم ودخول المساعدات الإنسانية، منوهاً بأنه وبحسب التصنيفات الدولية فإن الوضع في غزة أكبر من كارثي ولا يطاق وغير قابل للعيش، مؤكداً بأن المؤتمر فرصة للتدخل والضغط باتجاه إيجاد حلول لتفاقم التحديات المستقلبية الإنسانية والبيئية والصحية.

وقالت الخبيرة في مجال حقوق الإنسان الدكتورة نهلا المومني، تأتي أهمية هذا الموتمر بتضمنه محورين رئيسين؛ الأول يتعلق بمركز الأردن وثقله على المستوى الإقليمي والعالمي، وانعقاد في الأردن هو اعترافاً دولياً بدوره في رفض العدوان على قطاع غزة حيث تصدر الأردن المشهد عالمياً وإقليمياً بالتنديد بهذا العدوان وكشف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والإشارة الى ازدواجية المعايير التي ستؤثر على المنظومة العالميةوهذا كان من خلال خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني المتكررة في المحافل الدولية والإقليمية والجهود المتوالية في هذا الإطار حيث شهدنا بأن جلالة الملك أول من أشر حقوقياً وإنسانياً واستراتيجياً على هذه الإنتهاكات.

أما المحور الثاني وفق المومني، فأن المؤتمر يأتي في وقت للتأكيد على أهمية الإستجابة الإنسانية لما يحدث في قطاع غزة، و”الإستجابة» هي مفهوم شامل لأبعاد عديدة لإعادة الحال كما كان عليه واستجابة تتضمن عودة الحياة إلى طبيعتها وإنشاء المرافق وتوفير سبل الحياة الأساسية لأهالي قطاع غزة الذي يتعرضون لعدوان غير مسبوق في تاريخ الإنسانية.

وأكدت المومني بأنه سيكون للمؤتمر انعكاس طويل الأمد يعزز من دور الأردن إقليمياً ودولياً ويجعله الدولة التي طالما حظيت باحترام الدول نظراً لمواقفها الثابتة النابعة من قيم الإنسانية المشتركة ومن احترام القانون الدولي وقيم الأخوة والعروبة التي يعد الأردن سباقاً في هذا الإطار.

وقال المحامي الدكتور صدام أبو عزام، «يأتي هذا الموتمر المهم ضمن الجهود الوطنية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني على الصعيد الإقليمي والدولي لدعم القضية الفلسطينية ولا سيما وقف الاعتداء الاسرائيلي، وضمان وصول الامدادات الغذائية من خلال طرق إنسانية آمنة وممرات آمنة للمدنيين في قطاع غزة».

وأضاف «بأن هذا المؤتمر من شأنه إعادة ترتيب أولويات الصف العربي وأن يضع المنطقة العربية والقائمين على السياسة الخارجية العربية بآخر المستجدات في ملف غزة، بالإضافة إلى توحيد الجهود لنصرة الأشقاء في غزة، وتقديم جميع أوجه الدعم لتلافي أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية، وامدادهم بالغذاء والدواء وما يتعلق باحتياجاتهم الإنسانية».

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور صالح ارشيدات أهمية استضافت الأردن للمؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية حول غزة.

وقال ارشيدات إن مشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، بهدف البحث في سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة يمثل نجاح كبير للدبلوماسية الأردنية في حشد الرأي العام الدولي ضد ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات صارخه بحق أهل غزة.

واضاف أن المؤتمر يهدف لتحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار وتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني الصعب في عزة.

وبين أن استضافت المملكة للمؤتمر يمثل استمرارا لجهود الأردن في وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال مساعدات كافية لأهالي غزة.

وأشار إلى ان المؤتمر يمثل دعوة لتأسيس حالة من التشاركية الدولية الانسانية في غزة حيث استمرار القصف اليومي والجوع وإرهاب للمواطنين في غزة بالإضافة إلى انتشار الأمراض المعدية الناتجة عن نقص الماء والكهرباء والأدوية بعد تدمير المستشفيات العاملة هناك وخروج الكثير منها عن الخدمة.

وأضاف أن الأردن يقود جهدا دوليا لإغاثة أهل غزة، مبينا أن توجيه الأردن للدعوة لعقد المؤتمر يدلل على ان الأردن الأقدار على توجيه مثل هذه الدعوة لما يتمتع به الأردن وقيادته من مصداقية وخبرة في طرح القضايا الإنسانية.

وأكد أن المؤتمر يشكل نواة لتأسيس حالة دولية مستدامة من تقديم العون والمساعدة للأهل في غزة،لافتا أن المؤتمر هو شبيه لما تم بعد الحرب في أوروبا بعد العالمية الثانية من مشروع مارشال.

وتوقع ارشيدات ان يوفر المؤتمر املا في امكانية الحل السياسي للقضية الفلسطينية، مشيرا الى أن الحرب على غزة لفتت أنظار العالم الى مايعانية الشعب الفلسطيني من بشاعة الاعتداءات الصهيونية، وقتل عشرات الأبرياء من النساء والأطفال والطواقم الطبية وموظفي الأونروا والصحفيين، وأضاف الامل في الحضور الدولي لدول ومنظمات دولية انسانية وحقوقيه من المتوقع حضورها للمؤتمر بحضور،وأن تحذو دول العالم حذو الأردن ومصر تجاه القضية العادلة الفلسطينية ودعم وحماية الشعب الفلسطيني، ووقف العدوان الاسرائيلي المتواصل عليه،وصولا الى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة ان انعقاد المؤتمر في الاردن مهم للغاية بالنسبة للدبلوماسية الاردنية التي تصدرت التحرك لمساعدة الفلسطينيين والتأثير على رأي الادارة الامريكية والعواصم لاروربية.

واضاف ان عمان كان لها دور رئيسي للحشد الدبلوماسي التحرك في الاشهر الماضية لايقاف هذه الحرب وحشد دعم دولي لغايات تقديم المساعدات الانسانية ومن ثم البحث عن خطوات عملية لايقاف الحرب من خلال التأثير على الادارة الامريكية والتأثير ايضا على حلفاء اوربيين.

وبين ان بعد كل هذه المواقف اضافة الى الارتباط المباشر لعمان بالقضية الفلسطينية وانعكاساتها على المملكة فمن الطبيعي ان يكون الاردن محطة للحديث عن كيفية ايجاد حلول للاحداث في القطاع بالاضافة الى الحديث عن مرحلة ما بعد هذه الحرب واعادة اعمار غزة مستقبلا والاغاثة الانسانية ووضع اللاجئين، خصوصا ان كل هذه الامور بالنسبة للاردن امور اساسية وترتبط بأمنه القومي.

ولفت إلى أن اقامة المؤتمر بهذا التوقيت الذي يتزامن من امكانية الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار بعد الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية سيمكن المنظمات الدولية والدول الى استجابة مهمة وسريعة لاحتياجات القطاع على الصعيد الانساني.

editor

Recent Posts

للعلم فقط

تلقيت خلال الأيام الماضية عددًا كبيرًا من الاتصالات حول المقالات الأخيرة التي تناولت فيها الشأن…

ساعتين ago

جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي

نظمت وزارة الشباب، بالتعاون مع مديرية الأمن العام، الأربعاء، جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله…

ساعتين ago

القبض على سائق عمومي سمح لإبنه الحدث بقيادة حافلة وقام بتصويره- فيديو

تمكنت مجموعات المباحث المرورية اليوم من ضبط سائق يعمل على أحد خطوط النقل العام في…

ساعتين ago

3 جمعيات أردنية تفوز بجائزة عربية لأفضل أداء خيري عربي

 فازت 3 جمعيات خيرية أردنية بجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري في الوطن…

3 ساعات ago

دول الناتو ترفض خطة لدعم أوكرانيا ماليا

أخفق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، في إقناع الدول الأعضاء بأن تلتزم…

3 ساعات ago

روسيا تطرد دبلوماسيا رومانيا من أراضيها

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، عن طرد موظف دبلوماسي يعمل بالسفارة الرومانية في موسكو،…

3 ساعات ago