Categories: اراء

ماذا بعد الرسول والقرآن الكريمين؟

سميح المعايطة

ما بين السويد والدنمارك وقبل عقود مدن أخرى نشهد خلال الفترات الأخيرة عمليات حقد متعمدة نحو المقدسات الإسلامية بحرق نسخ من القرآن الكريم، تماما مثلما كان قبل سنوات مسلسل آخر في دول أوروبية أخرى يتعدى بالإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقبلها بسنوات بعيدة كانت قصة سلمان رشدي الإيراني الذي كتب كتابا حمل إساءة للاسلام والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو ذاته الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل شهور.

هذا العالم ليس حديقة زهور تجري فيه الامور دون نوايا وتخطيط مسبق، وليس مهما من يحرق نسخة القرآن الكريم إن كان عراقيا او من اي جنسية أوروبية او من يرسم الرسوم المسيئة للرسول عليه السلام، فكل هؤلاء يؤدون أدوارا مقابل أثمان لكن المقصود دائما كسر مكانة وهيبة المقدسات والرموز الدينية الإسلامية، وربما المطلوب نوعا معينا من ردود الفعل التي تخدم من يقفون خلف الاساءات التي تتواصل عبر كل هذه السنوات، وفي كل مرة يتم اختيار رمز إسلامي له مكانة عند المسلمين مثل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم وربما يكون في مراحل قادمة نوعا آخر من الإساءة للكعبة الشريفة او اي رمز ديني.

التطرف والتوجه لليمين المتطرف يغزو دول الغرب، وهناك قوى سياسية واجتماعية لها أدوات اعلامية واقتصادية تحمل فكرا متطرفا نحو المهاجرين المسلمين او نحو الإسلام الدين الذي يزداد انتشاره في أوروبا والغرب خلال العقود الاخيرة، وأتحدث هنا عن الدين وليس عن أي تنظيمات، ولهذا فإن ما يجري من عمليات إساءة ليس حالات فردية بل هو جزء من تفكير ممنهج، ويعمد اصحابه إلى استمرار عمليات الإساءة ولهذا نرى الأمر يظهر فترة ثم يختفي ثم يعود بحوادث جديدة وفي بلدان اخرى.

وحتى الدول الاوروبية التي تحدث فيها عمليات الإساءة للإسلام فإنها تتضرر سياسيا واقتصاديا ولو لفترات محدودة لكنها لا تستطيع إلا إن تحاول إيجاد مبررات لعمليات الإساءة تحت عنوان حرية التعبير.

لو كان الأمر متعلقا بشخص يحرق المصحف كفرد لكانت جريمة كبيرة لكنها فعل شخص. والأمر بالطريقة التي تحدث منذ سنوات طويلة عمل منظم حتى لو تم بفترات متباعدة وعن طريق أشخاص مختلفين عن بعضهم بعضا، فالأمر حالة تطرف وعداء للإسلام كدين يجري التعبير عنها بهذه الممارسات التي تستفز ليس فقط المسلمين بل كل العقلانين في العالم، وهي محاولات فاشلة وبائسة لكسر هيبة مقدسات المسلمين.

من يحرقون القرآن الكريم او يسيئون للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم او من كتب رواية تحرش واساءة للاسلام ليسوا حالات فردية بل هم أدوات يعبر بها تيار التطرف والعداء للاسلام عن مخزون حقد، ويتعمدون نشر عمليات الإساءة في أكثر من بلد ومرحلة، اما دولهم فتغطي ما استطاعت تحت لافتة حرية التعبير.

بقي أن أشير إلى أفعال تشبهها من بعض حملة الأقلام في عالمنا العربي من أبناء جلدتنا بحجة تجديد الدين وهم اتباع مدرسة لديها عداء لفكرة الدين يتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، وكل هذا وان كان مسيئا الا انه لا يؤثر على كتاب كريم تكفل الله بحفظه.

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

تسليم مفاتيح الكعبة ومقام إبراهيم للسادن رقم 78

تسلم السادن الـ 78 الشيخ عبد الوهاب بن زين العابدين الشيبي مفتاح الكعبة المشرفة. ويأتي…

16 دقيقة ago

سمية الخشاب توجه رسالة لطلاب الثانوية العامة: “الجو حر أسقطوا وخلاص”

عادت الفنانة سمية الخشاب لإثارة الجدل من خلال تغريداتها التي تنشرها عبر حسابها الرسمي بموقع…

ساعة واحدة ago

وزير الاقتصاد: السعودية وصلت إلى منتصف الطريق في رحلتها نحو رؤية 2030

قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل بن فاضل الإبراهيم، إنّ المملكة وصلت إلى منتصف الطريق…

3 ساعات ago

شرطة الرياض تقبض على وافد لانتحاله صفة غير صحيحة

قبضت دوريات الأمن بمنطقة الرياض على وافد، بتأشيرة زيارة من الجنسية السورية، لانتحاله صفة غير…

4 ساعات ago

اختفاء ودائع بقيمة 109 ملايين دولار في لحظة من شركة تكنولوجيا مالية

تظهر دفاتر شركة سينابس الوسيطة الفاشلة في مجال التكنولوجيا المالية أن جميع الودائع تقريبًا المحتفظ…

5 ساعات ago

إنجلترا تتعادل مع سلوفينيا وتتأهل مُتصدرة في يورو 2024

 اكتفى مُنتخب إنجلترا بنقطة التعادل أمام مُنتخب سلوفينيا وذلك في ختام دور المجموعات لمُسابقة كأس أمم أوروبا “يورو2024”. إنجلترا…

6 ساعات ago