Categories: اراء

ماكرون موسكو و تشامبرلين برلين الحرب الوشيكة في شرق أوروبا

حمزة عبيدات

بالصدفة البحتة شاهدت قبل أيام فلما تحت اسم The Edge of War يتحدث عن لحظة حاسمة في تاريخ العالم،وعن جهود بريطانيا ورئيس وزرائها نفيل تشامبرلين في وقف اجتياح ألماني وشيك لتشيكوسلوفاكيا.
تشابه الأحداث يقابله تشابه في الشخصيات فيقترب بوتين من هتلر فالرجل لم يتردد في احتلال جزيرة القرم سابقا، وعبث جيشه في سوريا باستخدام أنواع من الأسلحة الممنوعة ووفر غطاء أيضا لجيش النظام السوري لعمل سلسلة من الجرائم البشعة باستخدام أسحلة محظورة دوليا.
وعلى الجانب الآخر تذكرني هرولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو بهرولة تشامبرلين إلى برلين لتوقيع اتفاق ميونخ مع هتلر عام 1938 بعد مؤتمر ضم رؤساء حكومات فرنسا وايطاليا أيضا، وكان الاتفاق يضمن وقف الحرب ويرضي غرور هتلر ولو مؤقتا، ويوفر له وقتا للعمل على خطته، ويتماشى مع سياسات رئيس الوزراء البريطاني المعروف عنه حينها ميله إلى سياسة الاسترضاء.
وبالعودة إلى الفلم الذي أظهر الدور الكبير للاستخبارات البريطانية التي استطاعت عن طريق عملاء ألمان تسريب خطة هتلر للتوسع في أوروبا، تجاهلها تشامبرلين ساعيا لتثبيت اتفاقه مع هتلر على وقف الحرب وإعلان حسن النوايا بين البلدين الذي عده نصرا أمام الشعب البريطاني.
خطة هتلر المجنونة بعدها لم تقتصر على تشيكوسلوفاكيا فقط بل إنها امتدت لاحتلال معظم القارة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية، لكن ما وقع به هتلر ليس بالضرورة أن يقع به بوتين الذي يرى ترهل الناتو واختبر شخصيا ضعف الولايات المتحدة وعدم قدرتها على خوض حرب جديدة بعد أن أجبر باراك أوباما على التراجع عن خطة التدخل في سوريا، إضافة إلى ضعف ردات الفعل الأوروبية والأمريكية التي اقتصرت على التلويح بالعقوبات.
كل ما تقدم ولم نتطرق بعد للحلف الضمني مع الصين، وهو حلف غير معلن لكن المصالح التي تجمع البلدين تعززها الرغبة في التخلص من السيطرة الغربية على العالم سياسيا واقتصاديا، خاصة بعد الحرب التجارية والاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة ضد مصالح البلدين.
الحرب وشيكة ولا يوقفها أو يؤجلها إلا اتفاق ستكون مكاسب روسيا منه كبيرة جدا، وستزيد من خسائر التحالف الغربي على مستوى الهيبة وبسط النفوذ، وتحتاج أوروبا والولايات المتحدة أدوات أكثر فعالية للضغط على روسيا وهو ما لا يتوفر حاليا وتعززه رغبه كبيرة بتجنب صراع مع الروس.

 

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

“زفاف يتحول جنازة” .. سقوط موكب زفاف بالنيل ووفاة العروسين

أفادت وسائل إعلام مصرية، يوم الأحد، بسقوط سيارة كانت تقل عروسين في نهر النيل بالطريق…

12 دقيقة ago

مهرجان جرش .. دور تنموي ومجتمعي واحتضان المشاريع الانتاجية المنزلية والحرف اليدوية

استطاع مهرجان جرش للثقافة والفنون وعلى مدى السنوات الماضية ودوراته المتعاقبة ، توفير موطئ قدم …

ساعة واحدة ago

قرار غير متوقع من ديشان قبل مباراة فرنسا وإسبانيا المرتقبة

ذكرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا لن يدفع بنجمه أنطوان جريزمان…

ساعتين ago

كاتب يطالب الحكومة الاردنية الغاء اعفاءات المناطق الحرة والتنموية !!

في مقال للكاتب عصام قضماني في جريدة الرأي اليوم الاثنين وتعريجا على موضوع تراجع الايرادات…

3 ساعات ago

ديمة بياعة تثير الجدل بحديثها عن “تجميد الأجنة” وإنشاء عائلة جديدة

بعد حديثها عن رغبتها بإنجاب طفل جديد منزوجها المغربي أحمد الحلو، كشفت الفنانة ديمة بياعة…

3 ساعات ago

شهران عن موعد الانتخابات: ماذا نتوقع؟

على أجندة إدارات الدولة، خلال الشهرين القادمين، هدف مهم، وهو إفراز تجربة انتخابات برلمانية ناجحة؛…

4 ساعات ago