منوعات

ما تأثير قضاء الوقت الطويل ليلاً على شاشات الهواتف؟

يجب إبقاء الهواتف النقالة خارج قاعات الصف وتعليم الناشئين “تقنين” الفترة التي يقضونها على الشاشة في المنزل، بحسب تصريحات وزير شؤون المدارس.

وقال نيك غيب، إن الهواتف الجوالة قد “تشوش” على الدروس، لافتاً إلى قلقه من التنمر السيبراني.

وصدرت تصريحاته فيما أبرز تقرير وضعته الأمم المتحدة بيانات تشير إلى أن “مجرد القرب” من هاتف محمول يمكن أن يشكل مصدر لهو للطلاب ويؤثر سلباً على تعليمهم.

ومع ذلك، قدر التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أن أقل من أربع دول حظرت استخدام الهواتف الذكية في المدارس.

في إنجلترا، لرؤساء المدارس الفردية حرية تقرير سياسات المدرسة الخاصة بالهواتف الجوالة ومنعها من عدمه.

وقال السيد غيب لوكالة “برس أسوسيشن” “أعتقد أنه على مديري المدارس استخدام هذه الصلاحية لإبقاء الهواتف النقالة خارج غرف الصف. أعتقد أنها تعكر الدروس، وأقلق في شأن التنمر السيبراني”.

“لكن حتى في توجيهاتنا المتعلقة بالتثقيف حول العلاقات والجنس والصحة، قلنا بوضوح إنه على الأساتذة أن يكلموا الناشئين عن ضرورة تقنين استخدام هواتفهم الذكية خارج ساعات الدراسة في المدرسة”.

“إذ لا يمكن أن يستخدموا هواتفهم حتى الساعة الواحدة صباحاً ثم يأتون إلى المدرسة الصباح التالي شبه نائمين”.

وأقر وزير شؤون المدارس بأن الهواتف النقالة أداة مهمة للبحث وضمان قدرة الوالدين على الاتصال بأولادهم.

لكن السيد غيب قال لـ”برس أسوسيشن” “أعتقد أن هناك إجماعاً متزايداً في الآراء نوعاً ما في شأن ضرورة إبقائها خارج الغرف الصفية”.

وأضاف أن بعض المدارس تفرض على طلابها الاحتفاظ بهواتفهم داخل خزاناتهم الخاصة لدى وصولهم إلى المكان، فيما تسمح مدارس أخرى لهم بإبقاء الهواتف داخل الحقائب، على أن تصادر في حال أخرجت منها.

وقال الوزير “علينا توخي الحذر الشديد من قضاء أطفالنا فترات طويلة على هذه الأجهزة، بشكل يضر بعلاقتهم مع أصدقائهم وخروجهم من المنزل وممارستهم الرياضة وأداء واجباتهم المدرسية والتحدث مع آبائهم”.

“أعتقد أنه علينا توخي الحذر الشديد في شأن الحريات التي نمنحها لأطفالنا من حيث استخدام الهواتف الجوالة”.

ورداً على سؤاله عما يمكن للآباء أن يفعلوه لكي يقلصوا الفترة التي يقضيها أولادهم على الشاشة، أجاب السيد غيب “ليس لديّ أولاد لذلك لا أشعر بأن موقعي يسمح لي بإسداء النصيحة للآباء عن أولادهم”.

“لكن في حياتي الخاصة، أبذل كل ما في وسعي لكي أتفادي التحديق في الهاتف الجوال مساء بعد تناول العشاء، وأمتنع عن النظر إليه مجدداً قبل الفطور”.

“برأيي ما يمكن أن نفعله منذ المرحلة المدرسية هو تعليمهم بعض الانضباط الذاتي من حيث استخدام الهواتف النقالة لكي يعي الأطفال أخطار قضاء ساعات طويلة على الشاشة، لا سيما في وقت متأخر من الليل وفي الصباح الباكر”.

في فترة سابقة من الشهر الجاري، أعلنت الحكومة الهولندية عن منع الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والساعات الذكية بشكل كبير من الغرف الصفية في هولندا بدءاً من يناير (كانون الثاني) العام المقبل، في محاولة للحد من مصادر تشتيت الانتباه خلال الدروس.

ويأتي القرار بعد منع فرنسا طلابها من استخدام الهواتف النقالة في المدارس الابتدائية والمتوسطة في عام 2018.

وعندما سألت “برس أسوسيشن” السيد غيب، إن كانت الحكومة ستعيد النظر في موقفها من الهواتف النقالة داخل الغرف الصفية، أجاب “نبقي هذه السياسات قيد المراجعة طوال الوقت وسوف ندرس تقرير الأمم المتحدة بدقة كي نرى إن كان بإمكاننا استخلاص الدروس منه”.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة حول التكنولوجيا في التعليم “يمكن أن يضر قضاء فترة طويلة على الشاشة بقدرة السيطرة على الذات والاستقرار العاطفي، مما يزيد القلق والاكتئاب. دول قليلة هي التي فرضت قواعد صارمة على الوقت المسموح لاستخدام الشاشات”.

وأضاف أن “أقل من أربع دول تحظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس”.

وخلص التقرير-الذي يدعو إلى استخدام التكنولوجيا في التعليم بشكل يضع الطلاب والأساتذة “في صلب العملية”- إلى أن “استعمال الطلاب للأجهزة لفترة تتخطى درجة معتدلة قد يخلف أثراً سلبياً على أدائهم الأكاديمي”.

وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونيسكو “تحمل الثورة الرقمية إمكانات هائلة لكن على غرار التحذيرات التي أطلقت عن الطريقة التي يجب ضبطها فيها داخل المجتمع، يجب الانتباه كذلك إلى طريقة استخدامها في التعليم”.

“يجب أن يكون هدف استخدامها تحسين تجربة التعلم وزيادة رفاه الطلاب والأساتذة، وليس إلحاق الضرر بهم”.

“يجب إعطاء الأولوية لحاجات المتعلم ودعم الأساتذة. فالعلاقات الرقمية ليست بديلاً للتفاعل البشري”.

ومن جهتها، قالت سارة هنافين، رئيسة قسم السياسات في نقابة مديري المدارس NAHT، “قد يناسب فرض حظر تام على الهواتف النقالة بعض المدارس”.

“لكن في بعض الحالات، قد يخلق القرار مشكلات أكثر من تلك التي يحلها، ويدفع الطلاب إلى استخدام هواتفهم في السر، مما يعني أن المشكلات ستكون بعيدة عن أعين الموظفين، ويصبح كشفها ومعالجتها أصعب بالتالي”.

“هناك أسباب عملية كذلك تجعل الطلاب في حاجة إلى الهواتف النقالة، مثل أثناء تنقلهم من وإلى المدرسة”.

“تساعد المدارس في تحضير الناشئين لمواجهة العالم الخارجي وهذا يشمل تسليحهم بالوعي والاستراتيجيات التي تتيح لهم مراقبة استخدامهم الخاص للشاشات بشكل مسؤول والتحلي بالقدرة على التعرف إلى أي محتوى قد يكون مؤذياً والتعاطي معه كما مع تبعاته المحتملة”.

“تعرف كل مدرسة طلابها، ومجتمعاتها المحلية، لذلك فهي في الموقع الأفضل لكي تطور سياساتها الخاصة في شأن استخدام الهواتف النقالة في المدارس، وفقاً لما يناسبها ويناسب تعليم ورفاه طلابها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى