الاخبار الرئيسية

ما هي خطة سموتريتش للسيطرة على الضفة الغربية؟

أثار الإعلان عن الخطة السرية لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، ردود أفعال من قبل المتابعين والمحللين، والذين اجمعوا على ان تلك الخطة، تعني فعليا الانتقال إلى مرحلة أشبه ما تكون بالسيطرة الكاملة على الضفة وتجريدها من أي صفة فلسطينية حقيقية.

فقد أكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات بأن خطة سموترتش ليست جديدة وهي فعليا موجودة ومطروحة منذ فترة تزيد عن العامين، وهو حينها اعلن خطته بحسم الصراع في الضفة بديلا عن خطة إدارة الصراع، وقبل توليه منصب وزاري في هذه الحكومة، وهو من ارسى بنود هذا الطرح، وهي خطة تندرج وتتماهى مع خطة الضم في اعقاب صفقة القرن والتي هي أيضا اسقاطا لخطة سموترتش.

وأشار بشارات الى ان أبرز معالم الخطة تنفيذها بشكل ملموس في البنية التحتية التي شرع الاحتلال بتطبيقها في الضفة، من خلال ربط التجمعات بشبكة طرق التفافية تعمل على ربطها بشكل كامل جغرافيا وديموغرافيا، وتحويل الوجود الفلسطيني إلى معازل.

والبند الثاني في الخطة والذي عمل عليه سموترتش كما يقول بشارات:” إضفاء عقوبات وصعوبات في تنقل المواطنين وتحويل الوجود الى قطعة من العذاب من خلال الحواجز وعرقلة الوصول”.

وحول الملمح الثالث لخطة سموترتش قال:” تشهد الأراضي الفلسطينية منذ عامين او أكثر سلسلة من التضييقيات الاقتصادية على السلطة من خلال مصادرة أموال المقاصة “.

وبحسب بشارات فان الاحتلال يسعى لخلط الهوية السياسية للسلطة في الضفة الغربية، من خلال الاجتياحات والعمليات بهدف اضعاف السلطة وزعزعة ثقة الفلسطيني فيها وتعمد كسر هيبتها عبر الاغتيالات والاقتحامات للمدن باي وقت “.

ولفت بشارات الى ان تتويج الخطة تم وسيتم من خلال ثلاثة أمور أولها قرار فك الارتباط والذي صدر عام 2005 وبالتالي إعادة المستوطنين للمستوطنات المخلاة ومن إقامة المجموعات الأمنية لحماية المستوطنات والتي أعلن عنها بن غفير، وتسليحها بشكل كامل، والتي يفوق عددها عن 120 الف مستوطن مسلح، ومن ثم اطلاق اليد والعنان في تنفيذ الاستهدافات بشكل مباشر بحق الفلسطينيين كما حصل في حوارة وترمسعيا والمغير ودوما وغيرها “.

وكل ذلك يقول بشارات يأتي في إطار تحجيم الوجود الفلسطيني ومحاولة اثار الرعب ودفعه للتسليم بأمر الواقع والمتمثل بتسلم المستوطنين الاجارة المدنية، وتقليص المهام للجيش وتسليمها للمستوطنين.

وتوقع بشارات ان تتعزز كل الإجراءات السابقة في المرحلة المقبلة، وسنشهد عمليات هدم للمنازل وتهجير للفلسطينيين وخصوصا في التجمعات البدوية كجزء من عملية اضعاف الوجود الفلسطيني وافساح المجال لمساحات جغرافية للاستيطان.

وعن طبيعة التأثير على وجود السلطة قال:” هو بالفعل اضعف السلطة وهذا واضح من خلال الامتناع عن تحويل أموال المقاصة هذا من جانب، ومن جانب اخر لم تعد الأهداف السياسية والبرامج مطروحة من قبل السلطة، ومطالبها الان متوقفة على تحسين ظروف الحياة وتوفير الأموال وهذا هو بحد ذاته جزء من الخطة.

ومن شان هذه الخطط وفق بشارات ” اضعاف السلطة على بسط نفوذها السياسي وتحويل وجودها لخدماتي صرف وتغييب أي برنامج سياسي فلسطيني عن أي هيكل فلسطيني، والإبقاء على القضايا الخدماتية والإنسانية “.

وختم بشارات بالقول :” الخطة ستتوج بشكل او اخر اما بسحب الاعتراف بالسلطة كمظلة سياسية وتحويل الوجود الفلسطيني الى إدارات ذاتية في التجمعات الإدارية والمحافظات وعدم امتداد ذلك للقرى والبلدات المحاذية للتجمعات الاستيطانية “.

وبدوره قال الكاتب السياسي والمحاضر في كلية الاعلام بجامعة النجاح فريد أبو ظهير بانه لا يمكن التقليل من قيمة هذه الأفكار والخطط والتي ان اتيحت لها الفرصة ستطبق بشكل اسوء مما تم التصريح عنه .

وشدد أبو ظهير على ان الخطة تهدف الى زيادة السيطرة على الضفة الغربية وتكريس السيطرة الاستيطانية والأمنية عليها وممارسة مزيد من القمع بحق كل ما هو فلسطيني.

ويرى أبو ظهير بان وجود مثل هذه الخطط والاعلان عنها في هذا الوقت تحديدا نابع من شدة القهر التي يعاني منها الاسرائيليون نتيجة احداث السابع من أكتوبر ونتيجة استمرار الحرب دون تحقيق نتائج، فهم يتخبطون ويريدون ان يفعلوا أي شيء يشفي غليلهم ويحفظ ماء الوجه وخصوصا انهم بحالة انكسار امام المجتمع الإسرائيلي على حد قوله.

واردف:” سموترتش وبنغفير لديهم وجهة نظر عنوانها اذا خسرنا في غزة، فأمامنا الضفة الغربية التي أصلا تعتبر اهم بالنسبة اليهم من قطاع غزة لعدة اعتبارات أولها كونها تشكل عمق استراتيجي وجغرافي، بالإضافة للأهمية الدينية لوجود مناطق مقدسة وكونها حدود مهمة لحماية الاحتلال من أي هجوم من أي من الدول العربية وهي عمق لا يمكن الاستغناء عنه “.

بالمحصلة تابع أبو ظهير:” فهذه الخطط لا يمكن ان تجد لها طريق في التطبيق الا اذا استطاع الإسرائيليون اعادة مكانتهم التي تآكلت على المستوى الدولي وهذا الكلام مشكوك فيه وخصوصا بعد حرب غزة ، فهناك معارضة دولية سنلمسها كلما تقدم الوقت وخصوصا بعد التغييرات التي حصلت اثر حرب غزة وما رافق ذلك من ردات فعل دولية.

وخلال لقاء مع مجموعة من المستوطنين يوم 9 يونيو/حزيران الجاري قال سموتريتش في تسجيل صوتي مسرب إن “حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها بشكل لا رجعة فيه، بدون اتهامها بضمها رسميا”.

وشدد سموتريتش في خطابه على أن الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.

وأضاف “أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحمض النووي للنظام”.

ويظهر التسجيل الصوتي أن سموتريتش وضع خطة واضحة لانتزاع السيطرة على الضفة الغربية بالتدريج من أيدي الجيش الإسرائيلي وتسليمها إلى موظفين مدنيين يعملون تحت إمرته في وزارة الدفاع، وتم بالفعل نقل بعض السلطات إلى المدنيين.

editor

Recent Posts

ما علاقة الضوء بمرض السكري؟

كشفت دراسة أجرتها جامعة Flinders الأسترالية، أن تجنب الضوء الساطع في الليل يُمكن أن يُساهم…

35 دقيقة ago

“عبوة سامة”.. تحذير من وضع العبوات البلاستيكية تحت الشمس

دراسة تحذّر من وضع عبوات المياه البلاستيكية تحت أشعة الشمس، بعد دق ناقوس الخطر سابقاً…

ساعتين ago

القطط تهبط بسلام عند السقوط من أماكن مرتفعة.. لماذا؟

تثير القطط إعجاب البشر بقدراتها الهائلة، من بينها الهبوط بسلام عند السقوط من مكان مرتفع،…

3 ساعات ago

“مياهنا” تحقق أول خفض فاقد مائي بنسبة %2.6 في عام واحد

في ظل ما يواجهه الأردن من فاقد مائي حاد، تمكنت شركة مياه الأردن- مياهنا، وللعام…

3 ساعات ago

لماذا يقلق الغرب من التقارب الروسي العربي؟

تظهر التحركات والتصريحات الغربية قلق "دول الاتحاد" وواشنطن، من التقارب العربي والأفريقي مع روسيا ودول…

3 ساعات ago

تراجع أداء مؤشرات الأسهم الأميركية

تراجع، اليوم الجمعة، أداء مؤشرات الأسهم الأميركية الكبرى، فيما استقر سعر النفط الخام الأميركي "وست…

4 ساعات ago