مجتمع

مجموعة السلام العربي: غايتنا إرساء الحوار والسلم وإنهاء إراقة الدم العربي

قال أعضاء مجموعة السلام العربي: إن الصراعات المتواجدة داخل الأمة العربية ساهمت وبشكل كبير في استنزاف وتناثر مقدراتها وخيراتها وحدوث النزاعات التي خلفت الدمار والتشريد وانتهكت كرامة الإنسان العربي وحقوقه.

وأضافوا إن غايات المجموعة ورسالتها تكمن في إرساء السلم والحوار وإنهاء إراقة الدماء العربية وإيجاد بدائل وحلول للعنف الدائر وتقريب وجهات النظر عن طريق الحوار والخروج بمبادرات سلمية ترضي جميع أطراف النزاع.

وبين، رئيس مكتب المجموعة في الأردن ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، أن مجموعة من الشخصيات السياسية والفكرية الأردنية بادرت قبل أربعة أعوام بتأسيس مجموعة السلام العربي، لتلاقي الفكرة إقبالاً عربيًا من قبل شخصيات عربية مماثلة انضمت إلى المجموعة سعيًا لتحقيق أهدافها المتمثلة في التصدي للصراعات والحروب البينية العربية، والحروب الأهلية في حدود كل دولة والعمل على تجسير المسافات بين القوى المتصارعة من موقع الحياد والابتعاد عن الانحياز لأي فريق.

وأضاف، أن المجموعة أنشئت لغايات وقف دوامة العنف وصراع الهويات الطائفية والمذهبية وسفك الدماء المنتشر في الأوطان العربية وإحلال السلم بديلاً عن ذلك من خلال طرح المبادرات ونشر ثقافة التصالح والعيش المشترك وتقبل الاختلاف ونبذ الفتنة وأن المجموعة تدرك مليًا أن هذه الغايات تحتاج إلى وقت وجهد كبير ودعم من الحكومات والشعوب العربية والمفكرين العرب ممن يدركون خطورة استمرارية هذا المشهد على بلدانهم وأجيالهم المقبلة.

وأكد بدران، أن السعي لإحلال السلم داخل القطر العربي يؤدي بالضرورة إلى تقوية الأمن العربي ككل وصولاً إلى أمة عربية خالية من النزاعات بجميع أشكالها وترتقي إلى البناء والعمل وتحسين المستوى المعيشي لشعوبها التي باتت تعاني ويلات التهجير والفقر والجوع جراء الأحداث التي تولدت بسبب الفتن والجهل وغياب مبدأ الحوار والعقلانية.

وأشار بدران إلى أن التركيز على النشء من الشباب والشابات في الأقطار العربية يأتي ضمن رؤية المجموعة التي تعي جيدًا أن هذه الأجيال وبحكم التعاقب الزمني ستكون قيادات تمتلك الحلول والبرامج وتقرر نوعية نمط العيش الذي يناسبها وتذلل العقبات أمام الدول لتنعم بالمحبة والعيش الكريم والسلم والعدالة الاجتماعية.

وأوضح، أن تمكين الشباب العربي ومنحه فرصة المشاركة في الحوار وتحديد متطلباته والنظر إلى حاجاته ورسم معالم المستقبل الذي يريد يحتاج إلى برامج نوعية تحاكي هذه التطلعات لضمان مستقبل آمن ومشرق تسوده قيم الحرية والتفاهم والعدل والمساواة وأن ذلك يأتي ضمن أهداف المجموعة التي ستعمل على التشبيك مع المؤسسات التي تستهدف الشباب وتعمل على صقل أفكارهم.

أمين عام جمعية السلام العربي وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة، قال: إن فكرة مجموعة السلام العربي تبلورت في عمان لبحث إمكانية أخذ النخب العربية وقوى المجتمع المدني ودورها لإحلال السلام في الوطن العربي وبالذات في الأقطار التي ابتليت بكوارث الحرب والانقسام وحروب الأخوة، كما هو الحال في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من المناطق وتفعيل الجهود الرسمية العربية و الدّولية.

وأوضح، أنه وبعد وضوح الرؤية والأهداف قمنا بالاتصال بشخصيات عربية محايدة وغير منحازة لأي طرف من أطراف الصراع الذي تشهده المنطقة، حيث كان التلاقي هدفه إعادة شبكة العلاقات العربية وإنهاء الخلافات في القطر الواحد لتعود الأوطان العربية إلى طبيعتها. تنعم بالطمأنينة والأمان والعيش الكريم.

وأشار الحباشنة إلى أن المجموعة بدأت فعليًا بطرح المبادرات وعلى رأسها مبادرة إحلال السلام وإنهاء الانقسام الفلسطيني من خلال لقاء أطراف المعادلة بين حركتي فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية عن طريق الاتصال المباشر والوجاهي والتطبيقات المختلفة، حيث توصلت المجموعة إلى حلول وافق عليها جميع رؤساء الفصائل ولكن الإجراءات التنفيذية تأجلت بسبب توالي الأحداث العربية، مؤكدًا أن المجموعة عازمة على استمرار المبادرة خلال العام الجديد.

وبين الحباشنة، أنه كان وما يزال للمجموعة دور كبير في محاولة إنهاء الصراع اليمني وتم عقد اجتماعات كثيرة في عمان والقاهرة لهذه الغايات جمعت الأطراف ذات العلاقة في سبيل إنهاء الحرب بما يضمن وحدة أرض وشعب اليمن العربي وإنهاء الخلاف وضمان عدم التدخلات الخارجية.

وأوضح، أن الأمر ذاته انسحب على ليبيا بعد التواصل مع كل القوى الليبية المؤثرة عسكريًا وسياسيًا وعشائريًا في طرابلس وبنغازي وصرت وطبرق، حيث تم تشكيل وفد من مجموعة السلام العربي للذهاب إلى ليبيا لأجل التفاوض وطرح مبادرات وحلول من شأنها إنهاء الصراع ومنع إراقة المزيد من الدماء العربية على تلك الأرض ولكن ظروف جائحة كورونا منعت الوفد من التحرك.

وأضاف: إننا نتطلع في هذه الأثناء لإعادة طرح ذات المبادرة على كافة القوى في ليبيا وتشكيل وفد جديد لغايات إقناع جميع الأطراف للتحاور والخروج بحلول مرضية، وتدرس المجموعة أيضًا الشأن في سوريا الشقيقة والتواصل مع مختلف المنصات نحو الوصول لتحديد آلية لعقد اجتماع حواري يناقش إمكانية إنهاء الصراع الدائر.

وقال : “إننا واثقون أن جهدًا عربيًا موحدًا ومخلصًا إذا ما انصب في هذا الاتجاه الصحيح فإنه سيستثمر بكل تأكيد في تضييق الخناق على قوى التعصب والتطرف والعنف والإرهاب وتلحق الهزيمة بها، وينقي الأجواء العربية ويهيئ الظروف المناسبة لحماية السلم العربي في كل بلد عربي بما يعزز الأمن القومي ويعلي من قيمة الحرية والعدل والمساواة ويرسخ الروابط الوجدانية التي ترسخها العروبة بلغتها وتاريخها ومصيرها المشترك”.

وأشار إلى أن المجموعة ستعقد اجتماعًا لها في 29 من الشهر الجاري في عمان، وسيتم خلاله مناقشة خطة العمل للعام الحالي ووضع أبرز النشاطات التي سيتم تنفيذها وتسمية الوفود التي سيتم توكيلها لإجراء عمليات التواصل مع أطراف النزاع في الأقطار العربية بهدف إيجاد صيغة للتوافق والتلاقي لأجل الحوار.

عضو المجلس التنفيذي لجمعية مجموعة السلام العربي والوزير الأسبق الدكتور عبد الله عويدات، قال: إن الجمعية أسست في الأردن وأخذت الصفة القانونية لتشرع في نشاطاتها وتعمل على تحقيق مساعيها الرامية إلى تحقيق العدالة والإنصاف اللذين يقومان على إنهاء الاحتلال واحترام حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها لا سيما حقوق الشعب العربي الفلسطيني.

وبين، أن المجموعة حصلت خلال العام الماضي على الترخيص رسميًا من مجلس الوزراء في المملكة، وعقدت بعدها اجتماع الهيئة العامة ومؤتمرها التأسيسي في القاهرة ليتم تسمية الرئيس والأعضاء في المجلس التنفيذي.

وأضاف، أن الجمعية ضمت في عضويتها مجلسًا تنفيذًا يضم نخبة من القيادات السياسية والفكرية العربية ممن ينادون بالسلام ويؤمنون بالحوار ومشهود لهم بعدم الانحياز، حيث يرأس الجمعية الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، وقد سمت الجمعية المهندس سمير الحباشنة أمينًا عاما لها.

وقال: إن اختيار مجموعة السلام العربي للأردن مقرًا لها جاء نظرًا لتوجهاته المتوازنة تجاه القضايا العربية والتزامه بالمواثيق الدولية ودعمه الدائم لعمليات السلام والحوار داخل الأقطار العربية وخارجها ونبذه لكافة أشكال العنف والتطرف.

وأشار إلى أن التوافق العربي على دعم الأردن لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ووقوفه إلى جانب الدول العربية في مختلف أزماتها وسياسته المعتدلة في التعامل مع القضايا التي تعصف بالمنقطة جعلته محط احترام وتقدير من جميع الشخصيات العربية في المجموعة والدول العربية التي وجدت في هذا القطر العربي مثالا يحتذى في التعايش والأمن واحترام الحقوق الإنسانية وحرية الفرد والجماعة والمكان الأنسب لاحتضان مجموعة السلام العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى