الاخبار الرئيسيةعربيعربي ودولي

محللون: سيناريوهات سوداوية تنتظر الضفة في ظل انشغال العالم بالعدوان على غزة

في ظل انشغال العالم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي شارف على إنهاء شهره الثالث، وما نتج عنه من جرائم راح ضحيتها نحو  22 ألف شهيد، إضافة لعشرات الآلاف من المفقودين والجرحى، ينفذ الاحتلال الإسرائيلي مخططاته الرامية إلى السيطرة المطلقة على الضفة الغربية المحتلة، واستكمال رؤيته بضمها إلى الدولة اليهودية وفق ما يدعو له اليمين المتطرف.

وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن “ملف الضفة ليس مرتبطا بما يجري اليوم في غزة، وإن حاول الاحتلال خلق علاقة بينهما، فهو فعليا يأتي استكمال لسياسات متجذرة عند الحكومات الإسرائيلية السابقة، والحكومة الحالية تسير على الطريق ذاته لكن بخطى متسارعة”.

ويرى بشارات أن الهدف الأساسي هو “استكمال الرؤية الاسرائيلية بما يتعلق بمستقبل الدولة اليهودية وفق للطروحات الدينية واليمينية المتطرفة التي تسعى لضم كامل الضفة لتكون جزءا من إسرائيل الكبرى”.

ويتابع “قد لا يقولها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لكن اليمين المتطرف الذي يتحكم بمفاصل الدولة الإسرائيلية لا يتوانى عن الحديث جهارا نهارا عن إنهاء الوجود الفلسطيني في الضفة، وفي أحسن الأحوال يتحدثون عن وجود فلسطيني إداري خدماتي، وبالتالي رفع الغطاء وإنهاء الدور السياسي لأي جهة سياسية فلسطينية، ومن ذلك حديثهم أن اتفاق اوسلو الذي أوجد السلطة انتهى، أو على الأقل لم يعد ورقا قابلا للتطبيق”.

ونوه إلى أن “معالم هذا التحرك الإسرائيلي، يظهر في السعي المحموم لتحويل الضفة إلى معازل منفصلة عن بعضها من خلال الحواجز والمعابر، بالمقابل الحضور الأكبر يُخطط أن يكون للمستوطنين، من خلال توسيع الاستيطان والأراضي التابعة للمستوطنات، ويمكن رؤية ذلك بوضوح من خلال شبكة الطرق الالتفافية التي تربط مستوطنات الضفة مع بعضها، ربط جغرافي للمستوطنات يؤدي إلى تحويل الوجود الفلسطيني إلى أقلية”.

ويرى بشارات أن الاحتلال “يسعى لخلق نمط إداري على شكل إدارات منفصلة غير مركزية لكل منطقة على حدا، على شاكلة “المخاتير” الذي كان سائدا في حقبة السبعينات والثمانينيات. ويوضح بشارات أن “طوفان الأقصى” دفعت بإسرائيل إلى “تسريع اجراءاتها بالضفة، بهدف حسم الصراع، وليس ادارته، وهم يستثمرون انشغال العالم والغطاء الدولي وخاصة من امريكا لتنفيذ هذا المخطط بالسرعة القصوى”.

تفريغ المشهد السياسي

من جانبه يرى الكاتب محمد القيق، “أن رؤية الاحتلال تتلخص في إلغاء المشهد السياسي الحالي والهيكل القائم وابقاء المعادلة أنها مجرد تجمعات سكانية منعزلة”.
ويوضح بأن “ما يجري الآن محاولة لتفريغ المشهد السياسي الحالي من مضمونه وجعل الناس ينفرون من فكرة سلطة والسيادة لأنهم أوجدوا سلطة بمقاسات الفساد وبالمقاسات الأمنية وأنها تابعة ومقيدة ووضعوا فيها التسلط واسموه سلطة وسيادة فلسطينية، بالتالي بات هناك مطلب شعبي بالتخلص من هذا المشهد”.

وما تغير وفق القيق أن الاحتلال “يدرك أن انتصار غزة في (طوفان الأقصى) سيترتب عليه تعاظم دور حماس السياسي وستغير من مضمون وشكل السلطة وتخلصها من شوائبها وهو ما لا تريده إسرائيل، لذلك فالقضاء على أي هيكل سلطوي مهما كان، هو خيار الاحتلال قبل أن تفرض عليهم حماس الشكل الذي تريده”.

ويتابع: “الاحتلال في سباق مع الوقت لتنظيف الضفة الغربية، الأمر قد يقتضي تجاوز الاعتقالات إلى الاغتيالات حتى لرموز سياسية، وفي اقلها ابعادهم عن الساحة وإلى الخارج”. ويضيف “تكتيكيا كل هذه المخططات واردة وبقوة، لكن النتائج المرجوة من الطوفان أنها ستدمر هذه الرؤية ولا نبالغ إن قلنا إننا بدأنا نتلمس تلك التغييرات ولو بأبسط أشكالها”، كما يؤكد القيق، الذي يقول إن تصاعد المعركة سيتحتم عليها فرض أمر سياسي لصالح الفلسطينيين، “وهنا أحذر في حال لم يتم جني ثمار هذا الطوفان، فالقادم أسوأ وهو مجرد تجمعات سكنية تسمى مدن”.

تصفية الحسابات

من جهته، يؤكد الكاتب سري سمور من مدينة جنين أن الاحتلال يعمل على “استغلال الانشغال العالمي بغزة لملاحقة المقاومين في الضفة فهي الساحة التي ستصفي بها إسرائيل حساباتها مع الفلسطينيين عامة والمقاومة خاصة بعد فشلها في القضاء عليها في غزة، بالتالي ستنتقم من أهالي الضفة الذين لا يملكون ما يواجهون به هذا العدوان”.

ويقول: “هذا ليس تشاؤما أو مبالغة. فمخطط التهجير وارد جدا، ولطالما حذرنا منه. وهو يندرج ضمن رؤية اليمين المتطرف الذي يقود الدولة العبرية الآن”.
ويوضح أن “العدوان المستمر واخلاء الأراضي لصالح المستوطنين، بالتزامن مع وضع اقتصادي متدهور بسبب أزمة الرواتب ومنع عمال الداخل من الوصول لأماكن عملهم… عوامل تعزز من ذلك التوجه الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى