اراء

مسقط – عمان.. مصير واحد

علاء القرالة

العلاقة التي تربط ما بين المملكة وسلطنة عمان الشقيقة علاقة مميزة وفريدة من نوعها و تتميز على مختلف الاصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتتعمق وتتجذر يوما وراء يوم لتعتبر”انموذجا» بالعمل العربي المشترك وتتوجها اليوم زيارة السلطان هيثم بن طارق للاردن على رأس وفد رفيع المستوى،فما الذي يميز علاقة البلدين؟.

العلاقة ما بين البلدين ممتدة ومتجذرة منذ «عشرات السنوات» وأسس لها كل من المغفور لهما الملك الحسين بن طلال والسلطان قابوس بن سعيد وهاهي اليوم تمضي وتستمر بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والسلطان هيثم بن طارق،وفق تطلعات بزيادة التعاون ما بين البلدين وتحديدا في الشؤون الاقتصادية والاستثمارية التي مازالت دون طموحات البلدين الشقيقين.

الزيارة التي يقوم بها سلطان عمان للمملكة ويلتقي خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني تعتبر «الاولى» للسلطان الى الاردن سبقتها زيارة الملك عبدالله الثاني إلى سلطنة عمان عام 2022، ولقائه أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق تم على هامشها تشكيل فريق عمل مشترك لبحث فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين وتعزيزها وتقويتها.

التفاؤل كبير جدا بزيادة التعاون المشترك بين البلدين وتحديدا بالمجال الاقتصادي وبما يلبي الطموحات وعمق العلاقات السياسية والاخوية، خاصة ان الدولتين قد وقعتا في شباط الماضي بالاردن على عدة مذكرات تفاهم بمجال استقطاب الاستثمار بالقطاعات والأنشطة الاستثمارية وتعزيز التعاون بين «الغرف التجارية» بالبلدين للترويج التجاري ودعم التجارة الخارجية وإقامة الشراكات بين أصحاب الأعمال.

ما يبين ضرورة العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي يكمن بتواضع التبادل التجاري بين البلدين رغم نموه في العام الماضي ليصل الى 110 ملايين دينار مقابل 91 مليون دينار خلال عام 2022، حيث ارتفعت قيمة صادرات المملكة لسلطنة عمان بالعام الماضي لتبلغ 58 مليون دينار، مقارنة مع 50 مليون دينار في عام 2022، في حين وصلت قيمة مستوردات المملكة من عمان خلال العام الماضي لنحو 52 مليون دينار، مقابل 41 مليون دينار في عام 2022.

فرص كثيرة تنتظر البلدين ومازالت غير مستغلة ويمكن من خلالها رفع حجم التبادل التجاري وزيادة كل من حجم الاستثمارات المباشرة والتكامل الاقتصادي في مختلف المجالات واستغلال الميزات النسبية لكل دولة وبما تمتلك من امكانيات تستطيع ان تتكامل بشكل ينعكس على واقع التعاون الاقتصادي كما تم استغلالها في مجالات الثقافة ما بين البلدين.

بالمختصر،الاردن وسلطنة عمان يربطهما مصير واحد ومشترك وزيارة السلطان هيثم بن طارق تأتي تأكيدا على مؤكد بما يربط البلدين من علاقات وطيدة وعميقة لا تحتاج من الطرفين سوى التعاون المشترك والبحث عن الفرص الضائعة غير المستغلة ما بين البلدين، فأهلا وسهلا بضيف الاردنيين جميعا و ضيف ابي الحسين في مضارب الهاشميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى