احداث اقتصاديةاقتصادالاخبار الرئيسية

مصفاة بترول جديدة في العقبة .. مشروع لمستقبل الاردن

رؤيا نيوز – كتب محمود الدباس – لماذا تتأخر القرارات الاستراتيجية في الاردن ؟ ولماذا لا يتم اخضاع قراراتنا الاقتصادية الفاصلة للمنطق والواقع؟

تساؤلات يتم طرحها من قبل الخبراء والمختصين في الكثير من المفاصل التي تدخل في قائمة الاولويات الضرورية لانتشال الاردن من ازماته الاقتصادية.

فعلى سبيل المثال تأخرنا كثيرا في اتخاذ قرار تخفض الرسوم والتعرفة الجمركية على العديد من السلع والبضائع والتي كان من المفروض اتخاذ قرار تخفيضها منذ سنوات للمساهمة في حل جزء من التباطؤ الاقتصادي الذي ادى الى خسائر كبيرة للاقتصاد الاردني ، وخروج مئات الشركات والاستثمارات من الخدمة بسبب عدم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وعلى هذا المنوال يأتي موضوع اقامة مصفاة بترول في العقبة بأهميته الاقتصادية الحاسمة ، وتأخرنا في اتخاذ قرار انشاء مصفاة بترول في موقع حيوي مثل العقبة يتحمل الاقتصاد الاردني تبعاته.

حيث ان كلفة انشاء مصفاة بترول قبل سنوات كانت اقل بكثير من كلفة انشائها الان ، الا ان اهمية تنفيذ مثل هذا المشروع لا تنتهي عند هذا الحد وهذه المعطيات.

فالفائدة المرجوة من اقامة مصفاة بترول العقبة لاتتلاشى وتبقى حاضرة بقوة واهميتها لا تتراجع ، بالنظر الى الاهداف الكبيرة التي ستحققها للاقتصاد الاردني.

وان اختيار العقبة كموقع لهذه المصفاة له ما يبرره من ناحية الجدوى الاقتصادية والفوائد المتوخاة من تنفيذ هذا المشروع على مختلف المستويات.

فالاهمية الاولى تكمن في حاجة الاردن الى مصفاة نفط حديثة تستطيع تلبية احتياجات المملكة من المشتقات النفطية المختلفة وامكانية تكرير النفط واستخراج المشتقات النفطية بانواعها وفق اعلى المواصفات العالمية وتخفيض كلف الاستيراد والنقل .

حيث ان ما يتم الان هو استيراد النفط والغاز عبر الناقلات الى العقبة ومن ثم يتم نقل المادة الخام الى موقع مصفاة البترول الحالي ومن ثم يعاد توزيع المشتقات النفطية بعد تكريرها ، وهذه كلف مالية بالامكان تخفيضها كثيرا من خلال وجود مصفاة بترول في العقبة.

كما ان خط النفط الذي يجري الحديث عن تنفيذه من ميناء البصرة الى العقبة يؤكد اهمية اقامة مثل هذا المشروع وجدواه وتحقيق فائدة كبيرة لمختلف الاطراف.

وبالتالي توفير احتياجات المملكة من هذه المشتقات وعدم الحاجة لاستيراد بعض المشتقات النفطية التي لا يتم تكريرها الان في مصفاة البترول الاردنية وما يرتبه ذلك من ارتفاع كلف الاستيراد وانعكاس ذلك على سعر المنتج النهائي على المستهلك.

والاهمية الثانية بأن تكون مصفاة بترول العقبة بموقعه الاستراتيجي مصفاة بترول تصديرية بحيث تتمكن من تلبية احتياجات الاسواق المحيطة ، وذلك سيكون مصدر دخل اضافي للمصفاة الجديدة اضافة الى المساهمة في تقليل الكلف الكلية لعمليات التكرير وهو ايضا سينعكس على اسعار المشتقات النفطية داخل المملكة.

الاهمية الثالثة وهي التعامل مع قضايا التغير المناخي وتخفيض الاثر البيئي الذي تسبب مصفاة بترول قديمة وانعكاساتها على التلوث البيئي وتخفيض انبعاثات الكربون الى الحدود المسموحة عالميا.

اذا لا مبرر للتأخر في طرح هذه الفرصة الاستثمارية بعد الان ، لتحقيق جملة من الاهداف التي تنعكس على الاقتصاد الوطني بشكل كبير .

والامر الاخر ان توجيه الاموال في انشاء مصفاة بترول جديدة مجديا اقتصاديا من التفكير في تطوير منشآة قائمة لا تحقق من خلال موقعها اية قيمة مضافة ، وربما ان تكلفة التطوير سوف تكون اكبر من تكلفة اقامة مصفاة بترول جديدة وحديثة ومتكاملة تفتح اسواقا جديدة ، وتخفض كلف الانتاج بشكل لافت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى