“مغادرة رجل أعمال الأردن”.. وسائل إعلام تنصِّب نفسها مكان القضاء وتُصدر أحكامًا دون سَنَد

رؤيا نيوز -نشرت وسائل إعلام محلية خبرًا عمّا اسمته هروب رجل أعمال أردني إلى خارج المملكة، ونقلت معلومات متباينة عنه إلى جمهور المتلقين من بينها أنَّه يمتلك سلسلة محال تجارية في عمَّان متخصصة ببيع المواد التموينية، وأنَّه مَدين بملايين الدَّنانير لعدد كبير من التجّار، لكن ما نقلته عدد من وسائل الإعلام تضاربت حول مكان سفره والمبلغ المترتّب عليه، وتفاصيل عديدة لا تحمل أيَّ قيمة إخبارية لجمهور المتلقين.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) عددًا من المواد المنشورة، والتي جاءت تحت عناوين منها:
الأردن ..أنباء عن هروب رجل أعمال
أنباء عن هروب رجل أعمال بالأردن
هروب رجل أعمال اردني من الطراز الثقيل إلى تركيا
وأخضع (أكيد) هذه التغطية لمعايير التَّحقق المنشورة على موقعه الإلكتروني، وتبين أنَّ الوسائل ارتكبت عددًا من المخالفات المهنية والقانونية، أبرزها ما يلي:
أولًا: لم تحصل وسائل الإعلام على تصريح  من مديرية الأمن العام بهذا الخصوص، ومع ذلك استخدمت الوسائل المرصودة تعابير تنطوي على إدانة للشَّخص المقصود، حيث وصف بعضها ما جرى بأنه “عملية احتيال”، ووصفها آخرون بأنها “سرقة ونصب” دون الاستناد إلى مصادر محدّدة.
ثانيًا: وسائل الإعلام مطالبة دائمًا بالتحققً من دقّة أخبارها قبل نشرها، عملَا بالمعايير المهنية التي نص عليها ميثاق الشرف الصحفي، والأصل هو أنْ تعتمد على مصادر رسمية وموثوقة تتمتع بالمصداقية والوضوح، لكنَّ الوسائل اكتفت بالإشارة إلى مصادر جماعية مُجهّلة خلت من أيَّ جهات رسمية، أو من أسماء أيٍ من التجار الذين يفترض أنهم ضحايا.
ثالثًا: يجب على وسائل الإعلام عدم استباق نتائج التحقيقات أو المحاكمات وإطلاق الأحكام. كما يتعيّن عليها متابعة نشر نتائج التحقيقات أو المحاكمات عندما تُصبح متاحة، لإعطاء صورة متكاملة غير مجتزأة عن هذه القضية.
وينوّه (اكيد) إلى أن وسائل الإعلام لم تنشر اسم رجل الأعمال، ولا صورته، وهذا يندرج في باب الممارسات الفضلى لوسائل الإعلام، لا سيما أنَّ بعض مواقع التواصل الاجتماعي نشرت  اسمه وصورته وربطته باسم شخصية عامة، ويُعد هذا من الممارسات غير الأخلاقية قبل التحقق من ثبوت التهمة.
ويذكّر (أكيد) بضرورة توخي الحذر في النقل عن منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بنشر ما فيه فائدة لجمهور المتلقين بعد إخضاعة للمعايير المهنية، إضافة إلى تقديم خبر متكامل، بحيث تقدم المادة الإخبارية المعلومات كافة بوضوح ودقّة.