رياضة

من فريق متواضع إلى قاهر الكبار.. سيدات إسبانيا يكتبن التاريخ

تعرض الإعلام الإنجليزي ومشجعي كرة القدم في بريطانيا، لصدمة لا توصف، عندما خسرت نسائهن نهائي كأس العالم للسيدات، أمام منتخب لم يكن مرشحا أبدا.

مساء الأحد بتوقيت سيدني الأسترالية، انهمرت دموع الإنجليزيات، بعد هزيمة قاهرة أمام الإسبانيات، اللاتي كتبن تاريخا جديدا لبلادهن، بتحقيق المونديال، متفوقين على المشاكل التي صاحبت المنتخب، والترشيحات التي لم تنصفهم أبدا.

إنجاز منتخب إسبانيا للسيدات، جاء بعد سلسلة من العراقيل التي جعلت الإنجاز أشبه بالمعجزة.

“أزمة التمرد” قبل المونديال
قبل المونديال، قررت 15 لاعبة إسبانية الابتعاد عن المنتخب، لعدم رغبتهن في التدرب بقيادة المدير الفني خورخي فيلدا، “بسبب طريقته في العمل”، وهو ما أثار ضجة واسعة، لا سيما أنه لم يكن يتوقع أن يصل حجم التمرد إلى 15 لاعبة.

المدرب تجاهل اللاعبات وقرر عدم توجيه الدعوة إليهن لمباشرة التحضيرات، وقد استغنى عن أسماء مهمة ولها تأثيرها في نتائج المنتخب، بسبب ما أقدمن عليه، في خطوة جريئة صدمت جميع الجماهير الإسبانية.

وخلال مؤتمر صحفي، رد المدرب الإسباني على قرار اللاعبات وقال: “أتحدى أي لاعبة أن تواجهني، كلّ ما يثار بخصوص قلة الاحترام تجاه اللاعبات غير صحيح

ورغم ابتعاد هذا العدد الكبير من اللاعبات اللواتي لم يعد منهن إلا 3 فقط، إلا أن المنتخب نجح في كتابة التاريخ في أستراليا ونيوزيلندا.

هزيمة “مذلة”
خلال دور المجموعات، تعرض منتخب إسبانيا للسيدات لهزيمة “مذلة”، أمام اليابان، بنتيجة 0-4، وهو ما سلط سكاكين الإعلام الإسباني على المنتخب، وتنبأت الصحافة بخروج قريب.

هزيمة اليابان كانت مثل “الصفعة” التي أيقظت الإسبان، فقام بعدها بإقصاء المنتخبات الأوروبية الكبيرة في عالم كرة القدم النسائية، واحدا تلو الآخر.

إسبانيا أطاحت بسويسرا في دور الـ16، ثم أقصت وصيفة المونديال الماضي، منتخب هولندا، في ربع النهائي، قبل أن تهزم السويد “العنيدة” في نصف النهائي.

أما في النهائي، فكانت تسديدة أولغا كارمونا بتحقيق أول لقب لسيدات إسبانيا عبر التاريخ.

معجزة سيدني
إنجاز الإسبانيا كان بمثابة “المعجزة”، فالمنتخب صنف بالمتواضع في مشاركاته السابقة بالمونديال، ولم يرشحه أي من الخبراء خلال هذه النسخة.

إسبانيا شاركت في المونديال 3 مرات فقط، ولم يسبق لها أن تعدت دور الـ16، قبل هذه النسخة التاريخية.

صدمة الإنجليز جاءت في محلها، فإسبانيا تشابه منتخبا مثل “الدنمارك أو بولندا”، على مستوى الرجال، أما الإنجليز فهم الأقوى في اللعبة بالأعوام الأخيرة.

معجزة سيدني ستبقى عالقة في أذهان الجماهير الإسبانية، حيث أعادت نسائهن بعضا من الكبرياء الذي أضاعه الرجال، في مشاركاتهم المونديالية الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى