منوعات

من نافذة الصف.. عاملة نظافة تتابع الدروس وتجتاز الثانوية بامتياز

اجتازت ثلاثينية سودانية امتحانات الثانوية لهذا العام بنجاح، دون أن تتخذ مقعدًا داخل الصف الدراسي.

من نافذة القاعة الدراسية، تتابع خالدة خميس الدرس في المدرسة حيث تعمل عاملة للنظافة.

تدوّن خالدة -عبر النافذة- ما كُتب على السبورة في كراستها الخاصة، وتختلي بنفسها في مسرح المدرسة لمراجعته.

ثابرت الثلاثينية على هذا النحو إلى أن حصلت على الشهادة “بامتياز”، لكنها لم تفرّط في عملها الذي تعيل منه أسرتها الفقيرة.

قالت خالدة لكاميرا الجزيرة مباشر، إن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلتها تحرص على العمل، لكنها ترغب أيضًا في تحقيق حلمها.

لم يمنعها رسوبها العام الماضي من التخلي عن الحلم بل أصرت عليه إلى أن حققته، وتنوي المضي قدمًا ومتابعة دراستها ما بعد الثانوية.

تطمح خالدة إلى التميز والتغلب على الصعاب، وتؤمن بأن عدم اليأس من رحمة الله هو مصباح الطريق.

تحدثت خالدة للجزيرة مباشر عن عزيمتها بإصرار شديد، وقالت إن التعليم لا يفرق بين صغير وكبير.

أرقام الهدر

وفي سبتمبر/أيلول المنقضي، أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة “أنقذوا الأطفال” أن واحدًا من كل 3 أطفال بسن الدراسة في السودان لا يذهبون إلى المدارس.

وكشف أن 6.9 ملايين تلميذ هم في سن الدراسة لكنهم خارج الفصول، في حين يواجه نحو 12 مليون تلميذ آخر مشاكل تتصل بعدم استقرار التعليم نتيجة نقص المعلمين، وتردي البنى التحتية، وضعف البيئة المدرسية.

وأرجع التقرير الأرقام إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتنامي ظاهرة النزاعات، وإغلاق المدارس فترات طويلة بسبب كوفيد-19.

ويعاني السودان ظروفًا اقتصادية ضاغطة نتيجة توقف الدعم الدولي عقب تولي الجيش السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وحذرت يونيسيف ومنظمات إغاثة دولية من أن 8.2 ملايين من السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى