دوليعربي ودولي

موسكو تفرج عن لاعبة كرة السلة الأميركية غراينر في عملية تبادل سجناء مع واشنطن

أفرجت موسكو امس، عن نجمة كرة السلة الأميركيّة بريتني غراينر في عمليّة تبادل مع تاجر سلاح روسي ملقّب بـ”تاجر الموت”، بعد مفاوضات وصفها الرئيس جو بايدن بأنّها “شاقّة ومكثّفة”.

وفي مطار أبو ظبي، تمّ تبادل غراينر (32 عاما) التي قُبض عليه في روسيا في شباط/فبراير بتهم تتعلق بالمخدّرات مع فيكتور بوت (55 عاما) الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدّة 25 عامًا في أحد السجون الأميركيّة.

وفي لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام حكومية روسية شوهدت غارينر بدون ضفائرها المميزة وبوت الذي بدا مرتاحا، وهما يعبران مدرج المطار ويتجهان نحو الطائرتين اللتين ستنقلهما إلى وطنَيهما.

وأعلن بايدن إطلاق سراح غراينر في خطاب وجهه إلى الأمة في البيت الأبيض، قائلا “إنها بأمان وفي الطائرة. إنها في طريق العودة”.

وقال الرئيس إنه تحدث إليها و”معنوياتها جيدة” بعد أن عانت “صدمة لا داعي لها”.

أوقِفت اللاعبة الحائزة مرتين ميدالية ذهبية في الأولمبياد والناشطة في مجال حقوق المثليين، في مطار موسكو في شباط/فبراير وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في آب/اغسطس لحيازتها عبوات آلة تدخين إلكترونية تحوي كمية صغيرة من زيت القنّب.

وكان بوت الذي اتهم بتسليح المتمردين في بعض أكثر الصراعات دموية في العالم اعتُقل في عملية أميركية في تايلاند عام 2008 وسُلّم إلى الولايات المتحدة وحكِم عليه عام 2012 بالسجن 25 عاما.

وبينما احتفلت عائلة غراينر وأصدقاؤها بالإفراج عنها، لم يكن بول ويلان الجندي المتقاعد من مشاة البحرية الأميركية الذي أوقف في كانون الأول/ديسمبر 2018 بتهمة التجسس جزءا من عملية التبادل الخميس، وقال لشبكة “سي ان ان” إنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة”.

وأضاف ويلان لشبكة التلفزيون الأميركية في مكالمة هاتفية من مستوطنة عقابية روسية حيث يقضي عقوبته “لا أفهم لماذا ما زلت هنا”.

وأقرّ بايدن بأن الولايات المتحدة لم تنجح بعد في ضمان الإفراج عن ويلان، لكنه تعهّد تحريره قائلا “لن نستسلم أبدا”.

وقال “إنه لمن المحزن أن تتعامل روسيا، لأسباب غير مشروعة أبدا، مع قضية بول بطريقة مختلفة عن حالة بريتني”.

بالنسبة إلى الإفراج عن غراينر، قال بايدن “هذا يوم عملنا من أجله فترة طويلة. تطلب الأمر مفاوضات شاقة ومكثفة”.

وأكد بايدن أن غراينر تحتاج إلى وقت لتجاوز “الصدمة التي لم يكن لها أي داع” بعد الوقت الذي قضته في سجن “آي كي-2” في بلدة يافاس في منطقة موردوفيا (وسط).

وبينما شدد بايدن على أن غراينر في “وضع معنوي جيّد”، أشار إلى أنها تستحق “المساحة والخصوصية وتمضية الوقت مع أحبائها للتعافي من الفترة التي قضتها وهي معتقلة عن غير وجه حق”.

– “عائلة مكتملة” –

وأعلن بايدن الإفراج عن غراينر وهو محاط بزوجتها شيريل غراينر إضافة إلى نائبته كامالا هاريس ووزير خارجيته أنتوني بلينكن.

وقالت شيريل “أقف هنا بينما تغمرني العاطفة”، واصفة محنة سجن زوجتها بأنها “إحدى اللحظات الأكثر قتامة في حياتي”.

وفي إشارة الى ويلان، قالت شيريل “اليوم اكتملت عائلتي، لكن كما تعلمون جميعا، هناك عائلات كثيرة غير مكتملة”.

وقالت رئيسة الاتحاد الوطني الأميركي لكرة السلة النسائية كاثي إنغلبرت إنه كانت هناك “موجة جماعية من الفرح” في دوري المحترفات حيث كانت غراينر التي يبلغ طولها 2,06 متر نجمةً على مدار عقد مع فريق فينكس ميركوري.

وشكر بايدن دولة الإمارات التي ساعدت في “تسهيل” الإفراج عن غراينر، بينما أصدرت الإمارات والسعودية بيانا مشتركا حول “نجاح الوساطة” التي أدّاها زعيما البلدين لتبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية.

ومع ذلك، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إنه “لم تكن هناك وساطة” وإنّ “الدول الوحيدة التي تفاوضت في هذه الصفقة هي الولايات المتحدة وروسيا”.

وأضافت “نحن ممتنّون للإمارات… لتسهيلها استخدام أراضيها من أجل إجراء التبادل”، معبّرةً أيضًا عن الامتنان لدول أخرى مثل السعودية لإثارة قضية الأميركيين المحتجزين مع روسيا.

– “إنقاذ مواطننا” –

واعترفت غراينر بالتهم الموجّهة إليها، إلّا أنّها شدّدت على أنها لم تكُن تنوي خرق القانون أو استخدام المادة المحظورة في روسيا.

وأكدت غراينر في شهادتها أنّها تحمل إذنًا من طبيب أميركي باستخدام القنّب لأسباب طبّية لتخفيف الألم الناجم من إصابات عدّة، مشدّدةً على أنّها لم تخضع يومًا لفحص للمخدّرات إلّا وجاءت نتيجته سلبيّة.

وتحظّر روسيا استخدام الماريجوانا لأسباب طبّية.

وذكرت موسكو أنّها تفاوضت مع واشنطن لضمان الإفراج عن بوت “منذ مدّة طويلة” وأن الولايات المتحدة في البداية “رفضت الحوار” في ما يتعلق بقضيّته في أيّ عمليّة تبادل.

وقالت وزارة الدفاع “مع ذلك، واصلت روسيا الاتّحاديّة العمل بشكلٍ نشط لإنقاذ مواطننا. أعيد المواطن الروسي إلى بلده الأم”.

وحُكم على بوت عام 2012 بالسجن 25 عامًا في الولايات المتحدة بعدما اتُّهم بتزويد متمرّدين أسلحة في عدد من أعنف النزاعات في العالم.

وقد استند فيلم “لورد أوف وور” لعام 2005 الذي أدّى بطولته بطولة نيكولاس كايدج، إلى القصة الحقيقية لبوت جزئيا ومغامراته في تهريب الأسلحة، إضافة الى العديد من الكتب والبرامج التلفزيونية.

ولدى سؤاله عن إطلاق سراح بوت، قال مسؤول أميركي كبير في وزارة الدفاع “هناك قلق من أنّه سيعود إلى مزاولة العمل نفسه الذي أدّاه في الماضي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى