Categories: اراء

نتائج الشركات في 2023

سلامة الدرعاوي

تحليل النتائج المالية للشركات المدرجة في بورصة عمان للعام 2023 يقدم لمحة عن الأداء الاقتصادي في مختلف القطاعات، ويسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه تلك الشركات.

في هذا الإطار، تشير البيانات إلى تحولات مهمة في البيئة التجارية خلال العام المنصرم، ما يعكس تأثيرات العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية على الأداء المالي للشركات. يُلاحظ أن أغلبية الشركات (161 من أصل 166) قد التزمت بتقديم النتائج المالية الأولية للعام 2023، ما يدل على مستوى عالٍ من الشفافية والحوكمة في السوق المالية الأردنية.
ومع ذلك، فإن النتائج تكشف عن انخفاض بنسبة 20 % في الأرباح بعد الضريبة مقارنة بالعام السابق، حيث تراجعت من 2460.9 مليون دينار في عام 2022 إلى 1968.1 مليون دينار في عام 2023، هذا التراجع يشير إلى تحديات اقتصادية قد تكون ناجمة عن تقلبات في السوق، وأثر الظروف العالمية نتيجة حرب الإبادة على قطاع غزة وانعكاسها على الاقتصاد الوطني، في موازاة تقلبات أسعار النفط والتجارة العالمية.
من جانب آخر، البيانات تبرز زيادة في عدد الشركات الرابحة من 108 في عام 2022 إلى 115 في عام 2023، مع ذلك، فإن إجمالي الأرباح قد انخفض، ما يعني أن الشركات واجهت ضغوطاً على الهوامش الربحية، هذا التوجه يُظهر أن الشركات تمكنت من الحفاظ على الربحية، ولكن بكفاءة أقل من السنوات السابقة.
الشركات العشر الأعلى ربحية تشكل 81.3 % من إجمالي أرباح الشركات الرابحة، ما يسلط الضوء على التركيز العالي في توزيع الأرباح داخل السوق، إذ إن الشركات العشر الأعلى من حيث الأرباح لعام 2023 حسب النتائج الأولية هي: مناجم الفوسفات الأردنية، البنك العربي، البوتاس العربية، بنك الإسكان للتجارة والتمويل، مصفاة البترول الأردنية/جوبترول، بنك المال الأردني، البنك الإسلامي الأردني، البنك الأردني الكويتي، بنك الاتحاد، الاتصالات الأردنية.
التحليل القطاعي يكشف عن اختلافات ملحوظة في الأداء، فقطاع الخدمات شهد انخفاضًا في الأرباح بنسبة 15.5 %، بينما تراجع قطاع الصناعة بشكل حاد بنسبة 43 %، وعلى النقيض، سجل القطاع المالي نموًا بنسبة 16 %، ما يدل على قوة ومرونة هذا القطاع في مواجهة التحديات الاقتصادية.
هذا التفاوت يشير إلى أن القطاعات قد تحتاج إلى مزيد من الدعم والتحفيز لتعزيز مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
هذه البيانات تعكس أهمية النظر إلى الاقتصاد من منظور قطاعي لفهم التحولات الداخلية، فعلى سبيل المثال، النمو في القطاع المالي قد يعكس تحسن الوضع الائتماني وزيادة الثقة بالسوق، بينما يشير التراجع في الصناعة إلى تحديات تتعلق بالتكاليف التشغيلية والطلب.
الاستنتاجات المستخلصة من هذه البيانات تسلط الضوء على ضرورة تبني سياسات متوازنة تدعم النمو والاستقرار الاقتصادي، وتحليل الأداء السنوي للشركات يقدم رؤى قيّمة للمحللين وصناع القرار، مما يمكنهم من تحديد الفرص والتحديات في الوقت المناسب ووضع إستراتيجيات فعالة لتعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار المالي في الأردن.

editor

Recent Posts

اتفاقية تعاون بين بلدية إربد ومركز زها الثقافي

وقعت بلدية إربد الكبرى مع مركز زها الثقافي، اليوم الاثنين، اتفاقية تعاون وشراكة للنهوض بالعمل…

22 دقيقة ago

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل جندي وإصابة آخر في طولكرم

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن جنديا قتل وأصيب آخر الاثنين، في مخيم نور شمس في…

48 دقيقة ago

سلطنة عمان تكشف حقيقة وقف تأشيرة السياحة للمصريين

نفت السلطات العمانية، الاثنين، إيقاف إصدار التأشيرات السياحية للمصريين وذلك بعد تداول معلومات بهذا الشأن…

52 دقيقة ago

18.6مليار دينار قيمة الأوراق المالية المسجلة لنهاية حزيران

بلغ عدد الأوراق المالية المسجلة لدى مركز إيداع الأوراق المالية في شهر حزيران الماضي 7.6مليار…

ساعة واحدة ago

قرار للبنك المركزي الاردني يعزز ترتيب المملكة على مؤشر سهولة الاعمال ودعم جهود جذب الاستثمار

اصدر البنك المركزي الاردني تعميما للبنوك العاملة في المملكة ، استثنى بموجبه الشركات حديثة التأسيس…

ساعة واحدة ago

يوتيوب تشدد سياساتها تجاه محتوى الذكاء الاصطناعي

طرحت منصة يوتيوب تغييرًا في السياسة من شأنه أن يسمح للأشخاص بطلب إزالة المحتوى المولد…

ساعة واحدة ago