اراء

نفرح لإنجازتنا.. ونناضل لأجل غزة

علاء القرالة

في الوقت الذي نفرح فيه لما حققه الوطن من «إنجازات كبيرة» طيلة ربع قرن الماضي، فإننا نناضل لأجل غزة ونصرتها ووقف العدوان عليها وجلب المساعدات الإنسانية لها، وها نحن اليوم نفرح بـ «يوبيلنا الفضي»، وغدا نستقبل العالم بدعوة ملكية لنصرة غزة؟
نعم، في الوقت الذي يوجد فيه من يجهز لإقامة «الاحتفالات الوطنية» هناك آخرون يبذلون الجهود لعقد مؤتمر «الاستجابة الإنسانية لغزة» الذي دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني رؤساء دول وقادة ومنظمات إنسانية وإغاثية، لوضعهم بصورة الكارثة التي تحدث بقطاع غزة والضفة الغربية من”التصرفات الإجرامية» لقوات الاحتلال من تعطيش وتجويع وتشريد وتدمير للبنية التحتية.
نفرح باستقلالنا ومنجزاتنا واستقرارنا لنقول للعالم وكيان الاحتلال إننا قادرون على إحباط مخططاته الخبيثة بقوتنا وتكاتفنا واستقرارنا «الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني»، وجاهزون لصد جميع محاولاته الهادفة لإلغاء حق الفلسطينيين في أرضهم وتهويد مقدساتنا، ولعل الجميع بات متأكدا أن استقرارنا أتاح للأردنيين أن يدافعوا عن الفلسطينيين للحفاظ على حقوقهم على أرضهم.
نفرح باستقلالنا واستقرارنا اقتصاديا وسياسيا لأنه ساهم وبجزء كبير منذ سنوات في إحباط المؤامرات التي كانت تنسج في ظلام الليل، ويساهم حاليا بدعم صمود غزة والضفة الغربية، فتخيلوا أن الأردن دولة -لا سمح الله- غير مستقرة، أو أنها غارقة بالهموم الاقتصادية والتضخم والمشاكل السياسية، فهل يمكنها أن تقوم بما قامت به في دعم الأشقاء هناك من تقديم المساعدات الإنسانية وكسر حصارهم والدفاع عنهم في كل العالم؟
الأردن بسبب استقراره الذي تحقق طيلة «السنوات الماضية» وتحديدا في الربع قرن الأخير من عمر الدولة، استطاع أن يطوع التحديات ويواجه المتغيرات الجيوسياسية والمؤامرات والمكائد، محققا نتائج ومنجزات في مختلف الميادين رغم قلة الإمكانيات والموارد، ما جعله اليوم قادرا على خوض المعارك الدبلوماسية نيابة عن الأشقاء ويقدم المساعدات ويعطل مخططات تصفية القضية.
البعض من قصيري النظر سيقولون: لماذا تفرحون وتتغنون بمنجزاتكم في ظل ما يحدث بغزة، وهم لا يعرفون أن هذه المنجزات وحالة الاستقرار التي نعيشها في المملكة أبرز سلاح يقاوم به الفلسطينيون منذ سنوات حتى في هذه الأثناء، فلولا هذا الاستقرار لما استطعنا مقاومة مخططات التهجير ولما استطعنا كذلك الحفاظ على المقدسات من التهويد.
خلاصة القول؛ نفرح باستقرارنا ومنجزاتنا التي حققناها بقيادة الهاشميين وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي عمل ليلا ونهارا طيلة 25 عاما للإبقاء على استقرار الأردن في جميع النواحي وجعله قويا ليواجه ويستطيع منع المخططات التي يحاول الاحتلال فرضها في المنطقة وبدعم صمود الفلسطينيين في أرضهم، وها قد نجحنا، بدليل عدم تحقيق أي شيء مما كان يخطط له الاحتلال وربما كان سينجح فيه لو أن الأردن ضعيف، ولهذا نفرح لوطننا اليوم وما زلنا نعمل ونناضل لأجل غزة وصمود الفلسطينيين فيها وفي الضفة بدليل ما سيحدث الثلاثاء المقبل في البحر الميت.

editor

Recent Posts

خمس استراتيجيات دراسية لتوفير الوقت والجهد

إدارة الوقت والجهد بشكل فعّال هو المفتاح لتحقيق النجاح الأكاديمي والاحتفاظ بالتوازن بين الدراسة والنشاطات الأخرى. في…

31 دقيقة ago

بين 400 قط .. شاهد ملكة جمال القطط في العراق 2024

 فازت قطة بلقب ملكة جمال القطط التي أقيمت في إقليم كردستان العراق بدورتها الأولى، والتي شهدت مشاركة 400 قط وقطة. ونظم…

ساعتين ago

اختتام فعاليات مسابقة آرميثون 2024 السنوية

اختتمت فعاليات المسابقة الدولية السنوية آرميثون 2024 بنسختها الثانية والمتخصصة للجيوش والأجهزة الأمنية في مجالات…

6 ساعات ago

بلدية المزار توقف رخص المهن للكسارات لحين التاكد من مطابقتها للشروط

قال المدير التنفيذي في بلدية المزار الشمالي، المهندس إياد الجراح، إن البلدية أوقفت إصدار رخص…

6 ساعات ago

تركيا تصعق النمسا بهدفين وتتأهل لملاقاة هولندا بربع نهائي يورو 2024

سجل ميريه ديميرال هدفين جاء أولهما بعد ثوان من صافرة البداية ليقود تركيا إلى الفوز…

6 ساعات ago

أمناء أحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني يناقشون ملف الاستثمار في الأردن

ناقش الأمناء العامون لأحزاب القدوة والتكامل الوطني والاتحاد الوطني ملف "الاستثمار.. سبل التنمية وآليات التطوير"…

7 ساعات ago