منوعات

هكذا تؤثر خزانة ملابسك سلبا على البيئة

 صناعة الأزياء واحدة من أكثر الصناعات تلويثا للبيئة في العالم واستنزافا للموارد الطبيعية، فالمرء لا يدرك أن كل قطعة ثياب موجودة في خزانة ملابسه تؤثر سلبا على البيئة.

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن صناعة الأزياء هي ثاني أكبر مستهلك للماء، كما أنها مسؤولة عن ما بين 8% و10% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، مما يسهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.

ومع إنتاج المصانع ما بين 100 و150 مليار قطعة ملابس سنويا، بات من الضروري تطوير استراتيجيات تدعم الأزياء المستدامة وتحد من التلوث البيئي الصادر عن هذه الصناعة.

مطلوب تحرك سريع

وتقول الخبيرة في شؤون البيئة مريم لطيْف، إن الأضرار الناجمة عن صناعة الأزياء تستلزم التحرك سريعا لإنقاذ البيئة، فهذه الصناعة تستهلك نحو 93 مليار متر مكعب من المياه النظيفة كل عام، كما يتم قطع 70 مليون طن من الأشجار كل عام لتلبية الطلب على الأقمشة.

وأشارت إلى أن صباغة الأقمشة والمواد الكيمائية الناتجة عنها، مسؤولة عما يصل الى 20 في المئة من تلوث الصرف الصحي.

وبحسب لطيْف، فإن البوليستر هو أحد أكثر الألياف المستخدمة في إنتاج الثياب حاليا، وبنسبة تفوق الـ 60 في المئة، وهو يُصنع من تفاعل كيميائي بين الفحم والنفط والهواء والماء، مما يُنتج كميات كبيرة من ملوثات الهواء، لافتة إلى أن إنتاج قميص من البوليستر ينتج عنه 5.5 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، وبالإضافة الى ذلك فإن البوليستر “صعب التحلل”، مما يعني صعوبة إعادة تدوير الألبسة.

وترى لطيْف أن ما يزيد الوضع سوءا هو أن الناس باتوا يستهلكون الملابس بكثرة ويريدونها بأسعار رخيصة، مما يدفع الشركات إلى إنتاج الملابس بسرعة عبر استخدام ألياف النسيج الأرخص ثمنا، مثل البوليستر أو النايلون، لافتة إلى توجه كثير من الدول نحو تطوير استراتيجيات تدعم الأزياء المستدامة التي توقف الممارسات المدمرة للبيئة.

ابتكار أقمشة أقل ضررا

ويقول المصمم العالمي للأزياء، عبد محفوظ، إن الحد من الأثر البيئي للأزياء، يتطلب إحداث الكثير من التغييرات على مستوى المُصنعين والمستهلكين أيضا.

وأشار إلى أن صُنّاع الموضة باتوا يبتكرون أقمشة أقل ضررا على البيئة، وذلك من خلال استخدام مخلفات الأخشاب والفواكه وغيرها من المواد الطبيعية، وبالاضافة الى ذلك هناك توجه لاستخدام الأقمشة المعاد تدويرها، مما يساعد على تقليل نسب الغازات المنبعثة التي تضر البيئة.

ولفت محفوظ الى أن صنّاع الموضة لا يألون جهدا للبحث عن كل ما يساعد البيئة، ولذلك رأينا أنهم توجهوا إلى الجلود النباتية التي حققت رواجا خلال السنوات الأخيرة كبديل عن الجلود الحيوانية، لافتا إلى التوجه لاستخدام القصب كبديل مستدام في صناعة الأحذية والسترات الرياضية.

وبحسب محفوظ، فإن صناع الموضة يبحثون عن طرق بديلة لصباغة الأقمشة، تكون أقل ضررا على البيئة وعن مواد تضمن تقليل نسب الغازات المنبعثة، مؤكدا أن بدائل التصنيع لن تستطيع وحدها حل المشكلة إذ يجب أن يكون هناك تقبل لدى المستهلكين، للتغيير المتوقع حصوله في صناعة الأزياء خلال السنوات المقبلة.

وشدد على أن صناع الموضة في العالم العربي يسعون إلى مواكبة كل ما هو جديد وصديق للبيئة رغم التحديات التي يواجهونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى