هل انقلبت الحكومة على ملف حقوق الإنسان عبر بوابة المنسق الحكومي؟

رؤيا نيوز –  صدر أول من أمس الأحد وبالتزامن قراران من مجلس الوزراء، أحدهما الموافقة على تنسيب مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان بمفوض عام جديد، والثاني “تسمية موظف” في الرئاسة لموقع المنسق الحكومي لحقوق الإنسان، فيما شكلت آلية الإعلان الحكومية عن موقع المنسق تحديدا، حالة جدل حقوقية لما شهده هذا الموقع من تخبط بعد المناقشة الأممية لتقرير الأردن الحقوقي نهاية 2018.
إذ جاءت طريقة إعلان مجلس الوزراء عن الموافقة على التنسيب بمنصب المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان مغايرة للإجراء السائد، حيث أن الإعلان استبق الإرادة الملكية السامية، المقترنة بهذا التعيين استنادا إلى قانون المركز، رغم أن ردود الفعل داخل أوساط حقوقية أشادت بتعيين المحامي علاء العرموطي، الذي عمل في وقت سابق في ديوان المظالم.
وأكدت المعلومات التي تتبعتها “الغد” منذ بدء اللجنة الخاصة داخل المركز بإجراءات الاختيار استحقاق العرموطي للموقع، استنادا إلى التقييم المهني، كما كان من المتوقع أن يلتزم المركز “بمزيد من معايير الشفافية” في آلية التنسيب، وفقا للطرح “الاختياري” الذي تبناه الأمناء منذ إنهاء خدمات المفوض السابق، وأعلنوا عنه سابقا إعلاميا.
لكن مخاوف الأوساط الحقوقية، تجلت بالأمس حول إعلان “تسمية الموظف” في رئاسة الوزراء، نذير العواملة، وفقا لما ورد “نصا في الخبر الرسمي” الصادر عن الحكومة، في الوقت الذي صدر خبر تعيين سلفه الدكتورة والحقوقية عبير الدبابنة في 8 آب (أغسطس) 2019 للمنصب، بعبارة “قرر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز تعيين الدكتورة عبيـر دبابنة منسقا عاماً حكوميا لحقوق الإنسان في رئاسة الوزراء”، وهو المنصب الذي حملت بدايات استحداثه في 9 آذار (مارس) 2014، وبذات الصيغة عند تعيين باسل الطراونة للمرة الأولى بقرار من رئيس الوزراء السابق آنذاك الدكتور عبدالله النسور، بشرى سارة للأوساط الحقوقية، كنافذة جديدة ستعمل على تحسين حالة حقوق الإنسان في المملكة.
بين تلك المراحل الثلاث، تبدو مخاوف الأوساط الحقوقية التي تحدثت لـ “الغد” مع العديد من النشطاء فيها مقلقة، لاعتبارات تتعلق “بتحجيم” منصب المنسق الحكومي ودوره “وصلاحياته” وهو المنصب الذي حظي بمباركة أممية في الاستعراض الدوري الشامل الثالث (UPR) في جنيف العام 2018 وشاركت “الغد” بتغطية أعماله كاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المنصب استحدث بقرار من رئيس الوزراء، ولم يدخل في الهيكل الإداري التنظيمي في الرئاسة ثم خضع للتعديل نهاية العام الماضي 2019.
وقد يعكس ما سبق أيضا، عدم جدية الحكومة في مأسسة ملف حقوق الإنسان في رئاسة الوزراء، وتركه “لأسس اختيار عشوائية” بعيدة عن الالتزام بمعايير حقوق الإنسان، التي تغنت بها حكومة الرزاز في بداية عهدها.
وتنذر إحالة هذا الموقع لموظف في رئاسة الوزراء، حسب الوصف الرسمي، في الإطار المهني وليس الشخصي لم يسبق له العمل في مجال حقوق الإنسان، على غرار الطراونة والدبابنة، بخلط أوراق حقوق الإنسان وضرب جهود مأسسته في الحكومة التي عمل الأردن عليها منذ سنوات والعودة ربما إلى المربع الأول، خاصة مع إحراز تقدم خلال الاستعراضات الدورية الأممية الثلاثة بشراكة متنامية بين المجتمع المدني مع الحكومة.
وتتفاقم المخاوف، مع الاستحقاقات الكبيرة التي أعلن الأردن عن الالتزام بها أمام المجتمع الدولي طواعية، وأمام التحديات الداخلية في ملف حقوق الإنسان، متضمنة الالتزام بتنفيذ الخطة الوطنية الشاملة لحقوق الإنسان التي تمت مراجعتها مؤخرا، وتوصيات المركز الوطني لحقوق الإنسان المتراكمة، وتوصيات الاستعراضات الدولية وتقارير نصف المدة الأممية المرتقبة وغيرها.
وعلى وقع بعض الحوادث والانتهاكات التي سجلت في الآونة الأخيرة وشكلت صدمة مجتمعية، وآخرها حادثة الشابة أحلام، فهل تعكس خطوات الحكومة الأخيرة، جديتها “فعلا” في مأسسة ملف حقوق الإنسان في البلاد؟ -هديل غبون – الغد

Mahmoud Dabbas

Recent Posts

الاردن : ارتفاع فوائد القروض السكنية سبب رئيس بتراجع الطلب على الشقق

ما زال الطلب على الشقق السكنية يشهد تراجع بنسبة ٣٠ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من…

5 دقائق ago

“رؤيا نيوز” تهنئ بحلول العام الهجري الجديد

تتقدم اسرة موقع "رؤيا نيوز" ممثلة بالناشر محمود علي الدباس وبالنيابة عن اسرة التحرير والعاملين…

5 دقائق ago

أداة “Erase Song” المحدثة على YouTube تعمل على إزالة الموسيقى المحمية بحقوق الطبع والنشر وترك الملفات الصوتية الأخرى

يتيح موقع YouTube لمنشئي المحتوى إمكانية الوصول إلى أداة محسنة تسمى “Erase Song” والتي تسمح بإزالة الأغنية المحمية بحقوق الطبع والنشر دون التأثير على الصوت الآخر في الفيديو. تم الإعلان عن ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويتم الطرح الآن، وهو إصدار محدث من “Erase Song” متاح لمنشئي المحتوى. كان الخيار متاحًا سابقًا في الإصدار التجريبي، ولكن ليس لجميع المستخدمين، وكما يقول يوتيوب في مقطع فيديو، لم يكن أداءه رائعًا. يستخدم الإصدار المحدث من هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لإزالة أغنية من مقطع فيديو، ولكن دون إزالة حوار منشئ المحتوى أو الأصوات الأخرى. يتم شرح الميزة بشكل أكبر على صفحة الدعم، حيث يقول يوتيوب إن الخيار يظهر على مقاطع الفيديو التي لديها مطالبة بحقوق الطبع والنشر والتي تتعلق فقط بالصوت. وإلى جانب إزالة الأغنية فقط، يمكن للأداة أيضًا كتم الصوت بالكامل خلال أجزاء معينة من الفيديو المتأثرة بمطالبة حقوق الطبع والنشر. إن إزالة جزء معين من الصوت من الفيديو النهائي ليست مهمة سهلة، ويعترف الموقع بأنها قد لا تعمل في جميع الحالات، قائلاً: “قد لا يعمل هذا التعديل إذا كان من الصعب إزالة الأغنية. إذا لم تنجح هذه الأداة في إزالة المطالبة بملكية مقطع فيديو، فيمكنك تجربة خيارات التعديل الأخرى، مثل كتم الصوت بالكامل في المقاطع التي تمت المطالبة بها، أو قطع المقاطع التي تمت المطالبة بها“. قد لا تعمل الأداة أيضًا إذا حصل الفيديو على أكثر من 100000 مشاهدة، ويقول YouTube إن أوقات المعالجة “يمكن أن تختلف“، مما يعني أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت. سيتم طرح “Erase Song” في YouTube Studio على أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة في الأسابيع المقبلة.

10 دقائق ago

بعد علقة ساخنة من حسام.. شيرين تعاني من جرح غائر بالرأس

في جديد المشاجرة بين الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب وزوجها السابق حسام حبيب، كشف التقرير الطبي المبدئي…

21 دقيقة ago

الاحتلال يعلن اغتيال مسؤول عسكري بـ”حز.ب الله”

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه "تمكن من اغتيال ميثم العطار المسؤول في منظومة الدفاع الجوي…

28 دقيقة ago

غزة.. خسر الجميع إلا الشهيد

مقالي موجه للجالس أمام كاميرا تلفزيونية في مناظرة ويحاول إقناع الجمهور أن نصرا تحقق في…

34 دقيقة ago