اراء

هل يكره الأتراك العرب؟

ماهر أبو طير

من الجاذبية الشديدة للهجرة والسفر والسياحة وشراء العقارات، إلى النفور والمخاوف مما هو مقبل وآت في تركيا، والعرب يتهمون الأتراك بالعنصرية، والأتراك يتهمون العرب بالفوضوية.

وسائل الإعلام وصفحات التواصل تفيض دفعة واحدة بالحديث هذه الأيام عن العنصرية ضد العرب، وربما أحد الفيديوهات لشقيقة عربية تدافع عن نفسها، وهي التي جاءت للسياحة، وتعرضت لمضايقة أحدهم، إضافة إلى عشرات الفيديوهات المختلفة لحالات اعتداء، وفيديوهات تنقل شتائم أتراك بحق العرب، وتصفهم بالقذرين، والبشعين بطريقة تناولهم الطعام.

هناك أجواء غير طبيعية، فالأتراك من جهتهم بينهم تيارات سياسية تعادي العرب، أساسا، وتتذمر من وجودهم وخصوصا وجود السوريين ومنافستهم لهم اقتصاديا، وتأثيرهم عليهم، مع إدانة الحكم الحالي كونه فتح تركيا للعرب، وهنا من المؤكد أن التوظيف السياسي امتد إلى القاعدة الشعبية التي باتت ترسل رسائل معادية، ربما بسبب الضغط الاقتصادي أيضا.

العرب أيضا يقولون إن هناك عنصرية مستجدة، إذ يكره بعض الأتراك العرب، ويرفضون أن تتحدث بالعربية، ويعادون العربي علنا، ويعتبرون العربي همجيا وفوضويا وغير نظيف، يقوم بتخريب أي منطقة يسكنها، ويعترف بعض العرب هنا أن هناك تصرفات عربية جلبت غضب الأتراك بسبب تورط العرب في بعض الجرائم، وجرأتهم على الأتراك، وفوقية العربي في معاملة الآخرين، ومنافسة الأتراك اقتصاديا، ومحاولة التمدد وسط مناطق غير متدينة أصلا في تركيا، ترحب بالوجوه الشقراء من أصحاب العيون الزرقاء بابتسامات عريضة، وأمام كتل اجتماعية تركية ترى في العرب عداوة تاريخية بسبب انقلاب العرب على تركيا نهايات الخلافة العثمانية.

يعيش من الأردنيين في تركيا 24 ألف شخص فقط، ويسافر أردنيون لغايات السياحة أو الدراسة، وبعضهم يعيش في تركيا لوجود مطالبات وقضايا مالية بحقه في الأردن.

هل التصرفات العنصرية نادرة ويراد تعميمها ظلما على كل الأتراك، أم أن تركيا تغرق في العنصرية حقا في سياق تحول جديد لاعتبارات مختلفة، وهل هذه الأجواء نشأت بشكل طبيعي وكرد فعل على قضايا كثيرة، أم أنها مصنوعة في المختبرات المعتمة في سياق مؤامرة ما.

لننتظر وسنعرف أيها القوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى