اراء

وفاءُ المحبة وبيعةُ الصدق

إنه الأردن الشامخُ عبرَ الزمان والراسخ في الاستمرارية البنّاءة التي قدمتْ الأردن بشكلهِ الحديث الرامي إلى آفاقِ التطوّر والتفرّد لتبقى هي القصةُ التي حملَت بين فصولها مراحلَ البناء والتعزيز ليستسقي الخلف من السلف العزم والإصرار مما تيممهُ السلفُ من طُهرِ العبق التاريخي المُتجذر لنهجِ آل هاشم الذين حكموا عدلًا وسَمَوا طيبًا وخلقًا، وجمعوا أشتات الأمة وزرعوا فيها أواصرَ المحبة التي وما أن أينعتْ إلا وبدأنا نقطفُ ثمارَ الخير والبركة ضمنَ دولةِ المؤسسات والقوانين التي شهدَ لها الجميع بأنها لا تشبه إلا نفسها فيما قدمته من أنموذج يعتصرُ من الأحلام واقعاً ملموساً، ويقتطعُ من الخيالِ إنجازًا محسوسًا فكان الرفضُ للمحال والإنكار للمستحيل.

من هناك من عهدِ الملك الباني الحسين رحمه الله كانت ذروةُ مراحل التحوّل التي ما تركت باباً إلا وطرقته ولا فرصةً إلا واستغلتها، فكان العلمُ والتعليم والصحة والبناء وتشييد الصروحِ في كل المجالات ليكتسي الأردن ثوبَ التطور ويطلقُ القفزات باتجاه الأمام، فكان الملك الإنسان الذي صنعَ للأردن عنوانًا، فكان الباني والحاني والقائد الفذ الذي يدافعُ عن الأردن ويحملُ همّه ويواجهُ العالم من أجل مصالحهِ فما، ترجّل عن جوادهِ إلا بعد أن تيقّن أنّ هنالك من يستطيعُ أن يكملَ المسيرة ويقودَ المرحلة ويوجه الدّفة إلى شاطئ الأمان والسلام ،فللملك الحسين الوفاءُ إلى الأبد والعهدُ الصادق بأن نبقى على ما وصّى عليه من الوقوف مع الأردن والحفاظ عليه كما فعلَ الآباء والأجداد.

وجاءَ جلالةُ الملك عبدالله وجاءَ الخير معه ليكونَ الحديث هنا عن الفكر السياسي المُتكامل والنهج الإصلاحي الشامل، فاستمر البناء وانطلق التعزيز لتبقى الأيام تحملُ بينَ طيّاتها قصةً في كل يومٍ عنوانها نجاحٌ آخر، وليكون العمل على أوسعِ الأفق والاتجاهات حتى أصبح الأردن من أقطابِ الساحة السياسية القادرة على تشكيل رأي عامٍ عربي وإقليمي وعالمي يضمن صالح القومية العربية التي بقيت حاضرةً في ذهنهِ ووجدانه فكان المدافع الصامد عن القدس وأهلها وصاحب الفكر في مواجهة التحديات والعقبات السياسية والاقتصادية والصحية، ليستطيعَ الأردن الصمود في وجهِ التقلّبات التي عصفتْ بالعالمِ ولم يسلمْ منها إلا القوي المنيع، فكانت الوحدةُ الوطنية من أبرزِ أركان الصلابة والنسيج المجتمعي المتماسك الأساس، القوي المتين، فكانت البيعةُ منذ ثلاثةٍ وعشرين عاماً في كل يومٍ منها عام في الإنجاز تحدوهُ الهمم العاكفة إلى وصول القمم، فكان الملكُ عبدالله لنا وبنا ومنا قائدًا وأباً وإنساناً، يقودُ الركب ويركبُ الصعب ويُجسدُ إرثه العظيم، فكان الكريم ابن الكريم فنصرَ الإبداع وكان الظلّ بالرمضاء ويد العطاء التي لا تنضب فاستحقّ منا الحبَّ والولاء فكُلّنا؛ جيشاً وامناً وشعباً، مُلتفون حولَ راية الاباء ندافعُ عن الأردن ونسعى إلى رفعته ونُعاهد الله بأن يبقى الأردن رسالةَ الخلود إلى ما شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى