عربيعربي ودولي

6 قتلى في جنوب دارفور والخارجية السودانية ترهن التفاوض بانسحاب “الدعم السريع” من منازل المدنيين

صعّد الجيش السوداني هجماته على مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان وولاية شمال كردفان، فيما قُتل 6 مدنيين على الأقل في ولاية جنوب دارفور بسبب تجدد القصف المدفعي بين الطرفين.

وأفادت مصادر عسكرية في الجيش السوداني  بأن قواته أطلقت قذائف مدفعية من داخل قيادته صوب تجمعات “الدعم السريع” في أحياء بري والشاطئ والصفاء شرق الخرطوم.

كما قصف الطيران الحربي أهدافا لقوات الدعم السريع في ضاحية الرياض شرقي الخرطوم ومواقع في أم درمان.

وأفادت مصادر محلية  بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا القصف بالأسلحة الثقيلة شمال وشرق وجنوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وقالت المصادر إن 6 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون جراء تجدد القصف المدفعي لليوم الثالث على التوالي.

وقالت المديرة العامة لوزارة الصحة في جنوب دارفور للجزيرة إن اشتباكات قبلية منفصلة في الولاية أدت إلى أعداد كبيرة من القتلى.

اشتباكات

وأمس الجمعة، تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على عدة جبهات داخل الخرطوم وخارجها، في حين كشفت مصادر محلية أن اقتتالا قبليا بولاية جنوب دارفور أسفر عن مقتل 120 شخصا خلال يومين.

وذكرت الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش في مدينة الأبيض وسط البلاد أنها هاجمت ما وصفتها بمليشيا “الدعم السريع” على طريق بارا-الأبيض وقتلت 26 من أفرادها.

وفي شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية إن الحديث في الساحة الداخلية حاليا ليس عن مفاوضات وإنما عن إنهاء التمرد، مؤكدة أن خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسي وموقف عام في حال العودة للتفاوض.

وكانت قوات الدعم السريع قد رفضت أكثر من مرة اتهامه بدخول منازل المواطنين، وتقول إن عقدة النزاع تكمن في بقاء قيادة الجيش الراهنة وإن القتال لا ينتهي إلا بذهابها.

أزمة صحية

ومع استمرار القتال تدهور الوضع الصحي، حيث حذرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر من كارثة صحية شاملة، حيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديدا كبيرا لأغلبية المناطق المكتوية بجحيم النزاع.

وفي إطار متابعته للموقف الدوائي بالبلاد، أعلن المجلس القومي للأدوية والسموم عن إعداد قائمة بالأدوية غير المتوفرة أو التي بها نقص في الإمداد.

وناشد هذا المجلس -في تعميم صحفي له اليوم السبت- مستوردي الأدوية الاستجابة َ العاجلة لسد هذا النقص، مؤكدا التزامه بتذليل كافة الصعوبات لتسهيل عملية استيراد الدواء.

وكانت بعض المؤسسات الصحية أشارت إلى وجود نقص في بعض الأدوية “المنقذة للحياة” بسبب اندلاع القتال في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قد قالت إن القتال أدى إلى خروج 3 أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة، مشيرة إلى أن صراع الجيش و”الدعم السريع” يعيق دخول عناصر الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد ويعيق انتقالهم بالداخل في حال دخولهم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أدى القتال في السودان إلى أزمة جوع شديدة يعاني منها 20 مليونا و300 ألف شخص، وفقا لبيان من برنامج الأغذية العالمي أمس الجمعة.

ويعاني حوالي 6 ملايين و300 ألف شخص من سكان السودان البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة من نقص في الغذاء يهدد الحياة، حسبما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان إيدي رو.

صعوبات وأضرار

واتسع نطاق الصراع منذ اندلاعه في أبريل/نيسان الماضي، وزادت الصعوبات التي تحول دون توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، وفقا لما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي في بث مصور من بورتسودان.

ودعا المسؤول الأممي طرفي الصراع إلى تسهيل توصيل المساعدات.

ونجح برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي لأول مرة في توصيل الغذاء إلى إقليم غرب دارفور الذي تضرر بشكل خاص.

ووصف رو الوضع في غرب ووسط دارفور بأنه “كارثي”، مشيرا إلى أن أغلب الرجال في القرى غرب دارفور لقوا حتفهم أو أصيبوا أو اختفوا، تاركين الأسر تلقى مصيرها.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى