اراء

الألفة بين الملك ورفاق السلاح

محمد يونس العبادي

لطالما كان رفاق السلاح بالنسبة لجلالة الملك عبدالله الثاني، هم الأقرب إليه، فهم المخلصون للعرش والوطن، وهم جند الوطن، وحرابه.

ودوماً ما كان الملك عبدالله الثاني، يوليهم العناية، لإدراك جلالته وهو رفيق السلاح لهم، والقائد، ما بذلوه في حماية الوطن، ولما واجهوه في ميادين الشرف والبطولة، ولأن الجيش هو المؤسسة التي صاغت لهذا الوطن حضوره، وبذلت لأجله، وهم العون والسند الذي نلجأ إليه كلما احتجنا في هذا الوطن لسندٍ وعون.

وفي كل لقاءات الملك عبدالله الثاني وزياراته، كان يزور المتقاعدين العسكريين في منازلهم، ويطمئن عليهم، ويذكرهم بتفاصيل سنوات الخدمة والرفقة، في وفاءٍ متبادلٍ يعبر عن قائدٍ يحمل إليهم في وجدانه كل إخلاص.. فالجيش العربي، هو الأقرب لكل أردنيٍ وأردنيةٍ، وهو الذي حمل مفردات الوفاء لهذا الوطن.

وعلى مدار أكثر من مئة عامٍ من عمر الدولة الأردنية، كان الجيش العربي هو المؤسسة التي بنت وطناً، سواءً في سنوات التأسيس الأولى، حيث كان الجيش هو المؤسسة الأولى، أو في سنواتٍ لاحقةٍ من تاريخ الأردن، فللجيش في بلادنا حكاية تتجاوز في صياغتها، وأفعالها، وتتقدم على الجميع.

ولأنّ رفاق السلاح، ورفاق الميدان، هم الأقرب للملك عبدالله الثاني، فقد كان يعرفهم سيدنا بملامحهم، وبذكرياته المشتركة معهم، وسواء أكانوا عاملين أم متقاعدين، فهم في وجدان الملك، إذ لا تمر مناسبة أو زيارة ملكية إلا وكانوا هم الأقرب دوماً إليه.

وقبل أيامٍ ودعنا أحد قادة الجيش العربي المتقاعدين، وواحد من خيرة الضباط ممن رافقوا الملك عبدالله الثاني، في ميادين التدريب والبطولة، المرحوم الفريق الركن جمال الشوابكة، وهو الشخصية التي شكلت نموذجاً في الوفاء للملك عبدالله الثاني، كباقي رفاق السلاح، وخلال جنازته بدا واضحاً إخلاص رفاق السلاح، والإخلاص هو السمة التي لطالما ميزتنا نحن الأردنيين، وعبرت عن وفائنا للقيادة الهاشمية، وقرب القيادة منا.

إذ بدا تأثر الملك عبدالله الثاني، برحيل المرحوم الشوابكة، في مشهدٍ يعبر عن ألفةٍ ما بين الملك ورفاق السلاح وباقي الأردنيين، ففي جنازته رحمه الله كانت تعابير القائد (حفظه الله) تعبر عن حزنٍ، وإخلاصٍ متبادل، بقيم وفاءٍ أرستها مؤسسة الجيش العربي، ويعلم الأردنيون، وهم الشعب الذي يعشق الجندية وقيمها، وهي الحاضنة لقيمهم، معاني الوفاء والإخلاص ورفقة السلاح.

إن مؤسسة الجيش العربي في بلادنا، هي حاضنة القيم المخلصة النقية في معدنها، وهي السند الذي نؤول إليه كلما مر الوطن بمنعطفٍ أو مسه لا قدر الله أي مكروه، وكثيراً ما يستغرقنا في هذا الوطن الحديث عن همومه، ويغيب عن بالنا أن جيشنا العربي، ضباطاً وأفراداً هم المبتدأ للطمأنينة التي نشعر بها.

فعلى حدود بلادنا وثغورها، هناك عين لا تنام، تدرك أن ثرى هذا الوطن، وإنسانه، ومنجزاته، وكل ما فيه هو في عهدتها، فتراهم العاملين بصمت وبإخلاصٍ عززه ملوك بني هاشم، وبادلوهم إياه وفاءً بوفاء.

رحم الله الفريق الشوابكة، وأدام عز مليكنا المفدى، القائد المحب لشعبه، ودام الأردن عزيزاً بجشيه العربي الوفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى