رؤيا الاخبارية – لا شك ان اجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب التي نراها من خلال ما ينشر من فيديو وبوسترات وما يصدر من بيانات عن الهيئة ،توضح اليات الاقتراع والاجراءات الاحترازية التي وضعتها لمنع انتقال العدوى بين المشاركين في العملية الانتخابية من لجان انتخاب ومرشحين وممثلي المرشحين ورجال الامن المكلفين بحماية العملية الانتخابية والمواطنين القادمين للاقتراع.
كل تلك الاجراءات والتعليمات المرفقة بها تبدو ظاهريا وعمليا الى حد بعيد كافية لتشجيع المواطنين للمشاركة في اداء حقهم الدستوري في اختيار من يمثلهم في البرلمان القادم وعدم ترك الفراغ بعدم التوجه لصناديق الاقتراع.
الا ان الحلقة المفقودة وربما تكون العامل الاكثر فعالية في تسجيل اصابات كبيرة بين المشاركين في العملية الانتخابية تتمثل في عملية نقل المقترعين الى صناديق الاقتراع من خلال تجميعهم في حافلات او باصات كوستر او باصات الكيا حيث يتم تجميع اعداد كبيرة من المواطنين من عدة مناطق كما كان يحدث في الانتخابات السابقة لنقلهم الى اماكن الصناديق ومن ثم اعادتهم لمنازلهم او نقطة تجمعهم .
وهي القضية بالغة الخطورة لجهة امكانية تشكيل عملية النقل للمجموعات بؤرة لنقل العدوى خلال رحلتهم في الذهاب والاياب.
والمطلوب ان تصدر الهيئة المستقلة للانتخاب تعليمات عاجلة تمنع المرشحين واعضاء حملتهم الانتخابية من نقل المتقرعين بشكل جماعي الى مراكز الاقتراع بالحافلات الكبيرة والمتوسطة وباصات الكيا لما لذلك من خطر كبير على الصحة العامة وعلى النتائج المتوقعة لمخالطي المصابين بكورونا وبالتالي مضاعفة اعداد الاصابات لا سمح الله.
اذ لن يكفي ان يكون المقترعين ملتزمين بالوقوف بصفوف متباعدة عند مدخل الصندوق ، وفي المقابل انهم كانوا متلاصقين في الحافلات والباصات ،وقد لا يكون هناك التزام بلبس الكمامة او الالتزام بالسعة المقعدية المقررة للحافلات التي يجب ان لا تزيد عن 25 % لضمان التباعد الجسدي بين الركاب.
اذا المطلوب الخروج سريعا بتعميم يمنع النقل الجماعي للمقترعين تحت اي مبرر والاكتفاء بوصول المقترعين منفردين او بمركبات صغيرة ربما يتم استئجارها لتنقل كل شخصين معا الى مركز الاقتراع على احسن تقدير ، وان يتم توقيع المترشحين على تعهد بشروط قاسية في حال مخالفة ذلك ، فالوضع الوبائي في الاردن بات سيئا للغاية ولا يحتمل اصابات جماعية جراء الانتخابات النيابية.
لا سيما ان قيام المرشحين بنقل المقترعين يدخل في باب التأثير على قرار الناخب وهو ما يؤثر بالضرورة على شفافية وحيادية العملية الانتخابية.
