مجتمع

الكرك: مبان قديمة تروي تاريخ المكان والإنسان

تنتشر وسط مدينة الكرك العشرات من المباني التراثية القديمة التي تروي تاريخ المكان والإنسان عبر العقود الزمنية الماضية من تاريخ المدينة والتي ما تزال بقايا آثارها ماثلة للعيان.

الأبنية العريقة ذات الفن المعماري الهندسي المتقن ما تزال شرفاتها وساحاتها وأقواسها حية بالذاكرة الوطنية الجمعية لأبناء المحافظة وزوراها لروعة جمالها واحتفاظ مخيلتهم بسردية تاريخية لمواقف وطنية واجتماعية نسجتها تلك الأبنية وأهلها بالوجدان الوطني.

ويستحضر نشطاء مخطط الأبنية القديمة الذي يبدأ من محيط قلعة الكرك وجوارها مروراً بالشارع الرئيسي والمحال التجارية ذات الطابع المعماري القديم والتي شيدت بغاية الروعة وجمال الفن المعماري الهندسي، وهي اليوم بحاجة إلى أعادة تأهيل وترميم.

وقال الباحث نصر الحباشنة، إن قصبة المدينة تحتضن عشرات الأبنية التاريخية التي كان لقاطنيها الدور المهم بالأخذات الاجتماعية والسياسية للمحافظة والمنطقة، ومن أبرزها منزل حسين باشا الطراونه، ورفيفان المجالي، ودليوان المجالي، بالإضافة إلى منزل جريس الحدادين الذي شيد عام 1879، والتي يميزها القاعات والساحات الواسعة بالإضافة إلى وجود آبار المياه بداخلها.

وحول الأخذات التاريخية التي صاحبت هذه المنازل، يقول الحباشنة، إنه داخل بئر الماء وسط المنزل اخفي الحدادين عائلة وأطفال الحاكم العسكري لمدينة الكرك آنذاك الضابط التركي جلال بيك الخربطلي، بالإضافة إلى أنه سكن فيه القائد العام للثوره السورية الكبرى ضد الفرنسيين سلطان الأطرش .

بدوره، قال عضو مجلس المحافظة حسين الطراونه، إن المباني القديمة تشكل مفصلاً مهماً من مفاصل المدينة المهمة في الذهنية الشعبية والتاريخية والاجتماعية لعراقة رمزيتها التراثية والمعمارية وروعة وجمال البناء، مؤكداً أهمية ترميم وتأهيل المباني وإدراجها على قائمة التراث العالمي كمعالم سياحية جاذبة وربطها بالذاكرة الوطنية.

من جهته، قال رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة، إن البلدية تقوم بحماية المباني التراثية وتمنع هدمها حرصاً على حماية التراث، مؤكداً أن البلدية تمنح كل من يستثمر بها تسهيلات مالية بالرسوم والترخيص بالإضافة إلى قيام آليات البلدية وكوادرها بعملية تنظيف للمباني التراثية.

وأكد، أن حماية المنازل والمواقع التراثية بمدينة الكرك وبسبب حجمها الكبير لا يمكن للبلدية وحدها تنفيذه بسبب ظروفها المالية، فهي بحاجة إلى مشروع وطني بمشاركة جهات رسمية وشعبية مختلفة لإعادة إحياء المنازل والمواقع التراثية وجعلها جزءاً من الحركة السياحية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى