اراء

على هامش مؤتمر البحر الميت وخطاب بلينكن

عصام قضماني

هي شأن كل المبادرات الإنسانية التي ميزت مواقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا، وكما قال جلالته، الشعب الفلسطيني في غزة لا ينتظر الكلمات بل الأفعال.
من هذه الكلمات الحاسمة لجلالته نتوقف عند خطاب بلينكن وزير الخارجية الاميركي ونندهش لكل هذا الحنان المتدفق في عباراته، فهو يبكي أطفال غزة ويضرب الأمثلة وفي ذات الوقت ترسل بلاده آلاف الأطنان من أسلحة الدمار لإسقاطها إسرائيل على رؤوس أطفال غزة.
هل هذه كوميديا ساخرة أو كوميديا سوداء، لقد أصبح تمييز هذه الازدواجية صعبا جدا بينما تقول الكلمات ما لا تقوله الافعال.
يريد بلينكن تخفيف قتل الأطفال لكنه لا يريد وقف هذا القتل، هذه لغة تمثل أقصى ما وصلت إليه ازدواجية المعايير والمواقف وهي ذاتها التي ركز عليها الملك عبدالله الثاني في كل مواقفه وقد كانت الملكة رانيا العبدالله مرت على هذه الازدواجية ولاحقتها ونالها ما نالها من هجوم.
الازدواجية الأميركية والدولية واضحة تماما، لكن ليس بهذا القدر من «الوقاحة» هذه هي دموع التماسيح التي كنا نضربها كمثل وقد أصبحنا نراها رؤى العين.
المطلوب من المؤتمر وهذا الحضور الدولي الواسع على الشاطئ الشرقي من البحر الميت تحميل إسرائيل ليس فقط مسؤولية هذه الحرائق، بل فرض التعويض عنها وعن الدمار الذي الحقته بغزة إنسانا وحيوانا وحجر.
وبالمناسبة فلا زلت اعتقد ان هذه القوة الاكثر من مفرطة التي مارستها إسرائيل في غزة وإن كانت تهدف إلى الإبادة والتهجير فأنها أيضا موجهة إلى الامن القومي العربي لاستعادة الترهيب الذي مارسته إسرائيل على مدى الصراع مع الدول العربية وكأنها تقول «عليكم أن تخافوا، عليكم أن تستسلموا لنا».
ما تصنعه الولايات المتحدة الاميركية اليوم التي تمول أفعال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بالمال والسلاح والذخيرة الفتاكة في تدمير الاف المنازل والمستشفيات والمؤسسات والجامعات والبنية التحتية في غزة وافضى الى سقوط اكثر من ١٠٠ ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، لا يتطابق مع المشاعر الزائفة التي ابداها وزير الخارجية الأميركي!.
للشعب الفلسطيني افرادا ومؤسسات حق اللجوء بقوة القانون الدولي الى محاكم دولية وأميركية لمقاضاة إسرائيل وخلفها حكومة الولايات المتحدة، لطلب تعويضات محقة عن الدمار والضحايا في حرب يجمع العالم والخبراء على اعتبارها محرقة بحق الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى