اراء

قائمة “لنا” حدث تاريخي

قيس زيادين

قد يرى البعض ان العنوان مبالغ به، لكن الحقيقة لا.

لاول مرة تخوض قائمة تمثل التيار المدني انتخابات الجامعه الاردنية و تكسر المنافسة التقليدية بين القوائم التقليدية التي تمثل الاسلام السياسي و التيار البيروقراطي المحافظ و فتح و اليسار التقليدي.

“لنا” اليوم دخلت دائرة المنافسة بطريقة غير تقليدية. ف “لنا” لا تستهدف جمهور المشاركين التقليدين من طلاب الجامعه، فاكثر من نصف الطلاب لا يصوتوا او يشاركوا و الاغلب لانهم لا يجدوا انفسهم باي من القوائم التقليدية، لذلك لا يشاركوا.
“لنا” اليوم تستهدف هولاء، الصامتون الذين يبحثون عن عنوان يمثلهم و يشبههم. هولاء الذين لا يغريهم خطاب الاسلام السياسي و لا تغريهم الهويات الفرعية.
“لنا” تستهدف ايقاظ شريحة مختلفة، و القائمون عليها يصنعون تاريخ بغض النظر عن النتيجة. فهم وضعوا حجر اساس للبناء. هذا يكفي. فان حصدوا مقاعد من اول تجربة فهذا انجاز و ان لم يحصدوا فهم كانوا رواد للتغيير و قلب المعادلات التقليدية.
تحية لهم بغض النظر عن النتيجة، فهم امتلكوا من الجراة ما يكفي لطرح ما هو جديد.
الرهان، و لو مبكر، على الاغلبية الصامتة، بان يقوموا بدورهم و يشاركوا بالتصويت، فهذا اقل ما يمكن لدعم الطلاب المبادرون.

بكل الاحوال، النتيجة غير مهمه، المهم خلق الحالة و خلق البديل، القائمون على “لنا” اعادوا الامل. الامل بأردن مدني حديث. اما الثمار، فقد تُجنى فورا و قد تتاخر، لكن ستاتي.

تجربتهم تذكرني بتجربة “معا” في ال ٢٠١٦. فهز الغربال احيانا بحد ذاته انجاز.

كل التوفيق لكم. انتم المستقبل و لو تاخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى