صنف تقرير حديث صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأردن ضمن الدول التي يعتبر فيها تمكين المرأة منخفض، ويعاني من فجوات كبيرة قائمة على النوع الاجتماعي وانخفاض الأداء نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين.
التقرير الذي حمل عنوان “مسارات التكافؤ” وقياس حالة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم ركز على الأعمال غير المنجزة في مجال المساواة بين الجنسين، وتأمين حقوق الإنسان للنساء والفتيات، وضمان تحقيق حرياتهن الأساسية بالكامل، واعتبر الأردن من من ضمن 53 دولة التي ما تزال تحتاج الى الكثير في هذا المجال.
وكان التقرير قد اقترح مؤشرين جديدين للقياس، الأول “تمكين المرأة”، والثاني “التكافؤ المبني على النوع الاجتماعي”، وهما مؤشران مزدوجان لقياس التكافؤ المبني على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة.
ووفقا للتقرير لم يحقق أي بلد في العالم التكافؤ المبني على النوع الاجتماعي على نحو كامل، حيث تعيش أقل من 1 % فقط من النساء والفتيات في بلاد تتمتع بدرجة عالية من تمكين المرأة وفي ظل فجوة قائمة على النوع الاجتماعي صغيرة.
وخلص التقرير الذي بنى نتائجه على تحليل بيانات 114 دولة إلى أن قوة المرأة وحريتها في الاختيار واغتنام الفرص ما تزال مقيدة إلى حد كبير، وأنه من الشائع أن يكون تمكين المرأة منخفضا لأن الفجوات القائمة على النوع الاجتماعي ما تزال كبيرة.
وكشف التقرير أن أقل من 1 % من النساء والفتيات يعشن في بلدان ذات مستويات عالية من تمكين المرأة والمساواة القائمة على النوع الاجتماعي، في حين أن أكثر من 90 % من الإناث في العالم – حوالي3.1 مليار امرأة وفتاة – يعشن في بلدان تتسم بقصور كبير فيما يخص تمكين المرأة، والفجوة الكبيرة القائمة على النوع الاجتماعي.
وأكد التقرير على أن الإمكانات الكاملة للمرأة ما تزال غير محققة في معظم الدول، وما تزال الفجوات الكبيرة بين الجنسين شائعة، ما يعيق ويؤدي إلى إبطاء التقدم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة،
ويقدم المؤشران المزدوجان منظورات مختلفة ومتكاملة لتقييم التقدم المحرز في النهوض بالتنمية البشرية للمرأة وقوتها وحريتها. ويسلط المؤشران معا الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها النساء في جميع أنحاء العالم، ويمهدان الطريق للتدخلات المستهدفة وإصلاحات السياسات.
ويقيس مؤشر تمكين المرأة، قوة المرأة وحريتها في الاختيار واغتنام فرص الحياة عبر خمسة أبعاد: الصحة، والتعليم، والإدماج، وصنع القرار، والعنف ضد المرأة.
كما يقيم المؤشر العالمي للتكافؤ المبني على النوع الاجتماعي وضع المرأة مقارنة بالرجل في الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية، بما فيها الصحة، والتعليم، والإدماج، وصنع القرار.
وذكر التقرير أن الأرقام العالمية تشير الى أن مستوى تمكين المرأة يجعلها تحقق في المتوسط 60 % فقط من كامل إمكاناتها، وفقا لمؤشر تمكين المرأة. وهي تحقق، في المتوسط، 72 % مما يحققه الرجل عبر الأبعاد الرئيسية للتنمية البشرية، وذلك وفقا لمؤشر المساواة القائمة على النوع الاجتماعي، مما يعكس 28 % من الفجوة القائمة على النوع الاجتماعي. مع التأكيد على أن أوجه القصور والتفاوت في التمكين، المشار إليها، لا تضر فقط برفاهة المرأة وتقدمها، بل أيضا بالتقدم البشري ككل.