الاخبار الرئيسيةدوليعربي ودولي

الأمم المتحدة تطلب إلغاء القرار الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة

طلبت الأمم المتحدة الجمعة، من الاحتلال الإسرائيلي رسميا إلغاء قرار إخلاء شمال قطاع غزة من السكان.

وقال مراسل إنّ المناطق الجنوبية في قطاع غزة ليست آمنة أيضا.

ويركز العدوان الإسرائيلي حاليا على شمالي قطاع غزة.

وبدأت مئات العائلات الفلسطينية بالنزوح من مناطق في شمال غزة نحو جنوب القطاع، بعد أمر أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقا، بحسب ما أفاد مراسل “المملكة“، فيما حثت حركة حماس على تجاهل الإعلان الإسرائيلي واعتبرته “دعاية زائفة”.

وقال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) فيليب لازاريني إن دعوة قوات الاحتلال الإسرائيلية لنقل أكثر من مليون مدني يعيشون شمال غزة خلال 24 ساعة، “أمر مروع ولن يؤدي سوى إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة بشكل أكبر إلى حافة الهاوية”.

وضم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان صوته إلى دعوة المتحدث باسم الأمين العام للعدول عما أعلنته السلطات الإسرائيلية بشأن ضرورة انتقال جميع السكان شمال وادي غزة إلى جنوب القطاع.

وقالت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني إن هذه التعليمات تؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم أطفال وكبار في السن ومرضى، وتجبرهم على الانتقال بوسائل نقل قليلة أو معدومة وبضمانات ضئيلة لسلامتهم في ظل استمرار الأعمال العدائية. ودعت إلى إلغاء القرار، كما ذكر المتحدث باسم الأمين العام لتجنب وضع كارثي.

يأتي هذا في أعقاب ما قاله المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك عن أن ممثلي الأمم المتحدة في قطاع غزة المحاصر “أبلغوا بواسطة ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي” بأن كل الذين يعيشون شمال وادي غزة يجب عليهم الانتقال إلى جنوب غزة خلال 24 ساعة.

وقال دوجاريك إنه من المتوقع أن يغادر قرابة 1.1 مليون شخص شمال غزة، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في مرافق الأمم المتحدة- بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.

وأضاف دوجاريك أن الأمم المتحدة تعتبر أنه “من المستحيل” أن يتم مثل هذا الانتقال دون عواقب إنسانية كارثية وتدعو إلى إلغاء الأمر.

“مأساة إنسانية يجب تجنبها”

ودعا فريق الأمم المتحدة في فلسطين، حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى إلغاء إعلانها لوكالات الأمم المتحدة والفلسطينيين “بالانتقال فورا إلى جنوب غزة” بدون أي ضمان لسلامتهم أو عودتهم.

وأشار الفريق الأممي، في بيان صدر الجمعة، إلى أن المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، يعانون من الرعب والإصابات والصدمة.

وحذر من أن هذا الأمر سيتسبب في “مأساة إنسانية يمكن، بل ويجب، تجنبها”.

وقال البيان إن هذا الإجراء يأتي في أعقاب استشهاد أكثر من 1,800 فلسطيني من جراء غارات جوية للاحتلال الإسرائيلي، وتدمير البنية التحتية، والحصار الكامل الذي حرم المدنيين من الكهرباء والغذاء والوقود والمياه النظيفة.

وأضاف الفريق الأممي: “لا يستطيع مليون شخص الفرار في يوم واحد: فالعديد منهم نزحوا بالفعل أو ليس لديهم مركبات، ولم يتمكنوا من التحرك مع استمرار القصف”.

ولفت فريق الأمم المتحدة في فلسطين النظر إلى أن النزوح الجماعي يعرض حياة المرضى والجرحى لخطر وشيك ويهدد بحدوث كارثة صحية عامة- في وقت بات فيه النظام الصحي على حافة الانهيار؛ ووصلت المستشفيات في جنوب قطاع غزة إلى طاقتها الاستيعابية القصوى ولم تعد قادرة على استيعاب مرضى جدد.

وأضاف: “الحروب لها قواعد ويجب حماية المدنيين في جميع الأوقات. ويعني القانون الدولي أن على إسرائيل اتخاذ تدابير احترازية في الهجمات المستقبلية للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين والأعيان المدنية”.

وذكر فريق الأمم المتحدة أن الوكالات الأممية- وحرصا منها على مواصلة دعم احتياجات سكان غزة- نقلت موظفيها وعملياتها إلى الجزء الجنوبي من القطاع لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد على ضرورة أن يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية الضرورية على الفور ودون قيد أو شرط.

يشار إلى أن فريق الأمم المتحدة في فلسطين، تحت قيادة المنسق المقيم، يضم جميع رؤساء وكالات الأمم المتحدة العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة.

منظمة الصحة العالمية ضمت صوتها إلى دعوة المتحدث باسم الأمم المتحدة لإسرائيل بإلغاء أمر نقل سكان غزة إلى جنوب القطاع، وقالت إنه يرقى إلى “حكم إعدام” بالنسبة للكثيرين، حسبما قال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش.

وتحدث ياساريفيتش إلى الصحفيين في جنيف، قائلا إنه تماشيا مع تقييم السلطات الصحية هناك، “سيكون من المستحيل إجلاء المرضى الضعفاء في المستشفيات من شمال غزة”.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الجمعة، أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه يعد “جريمة حرب جديدة”، مؤكدا أنه يحظر “على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان”.

الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض اعتبرا أن دعوة الاحتلال الإسرائيلي تهجير أهالي قطاع غزة إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة “غير واقعي وأمر صعبا”.

وندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة بالأمر الإسرائيلي بإجلاء “جميع المدنيين” من مدينة غزة معتبرا أنه “غير مقبول”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى