اراء

الاستقلال مسيرة البناء والعطاء

د. معتصم شطناوي

تصادف السبت ذكرى العيد الثامن والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، والاستقلال في الذاكرة هو يوم مجد وسؤدد، ويوم عطاء، وتاريخ ذو كيان، نصابه الحق، و أسسه العدل والإيمان وسجل حافل بالبطولة والتضحية والإقدام والفداء. كما أنه مناسبة تجدد فينا كل عام مشاعر الاعتزاز والفخر بالانجازات التي تجاوزت التوقعات والتصورات والتي ما كانت لتكون لولا الإرادة والعزيمة التي تسلحت بها القيادة الهاشمية لتصنع من الأردن وطنا حرًا عربيا عزيزًا.

لقد كان في استقلال المملكة الأردنية الذي حققته إرادة القيادة الهاشمية مصلحة عربية وقومية بنفس القدر الذي كان فيه مصلحة أردنية وطنية، ذلك أن الأردن كان ولا يزال قاعدة للكفاح العربي وقلعة من قلاع العروبة والالتزام القومي وداعية للتضامن العربي والعمل العربي المشترك لتوحيد الصف وبناء موقف موحد لمواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الأمة والعمل على إنقاذها من هاوية التمزق والضياع والتشرذم، وفي سبيل ذلك قدم الأردن قوافل متتالية من أبناءه شهداء قضوا في سبيل عروبة الأمة وأحقية قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ?لتي تصدرت جميع مشاغل القيادة وهمومها و بذل الأردن لأجلها كل جهد ممكن للوصول إلى تسوية عادلة تعيد الحق لأهلة وتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

ويقول جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله – » كان الأردن على الدوام وسيبقى جزءًا فاعلا من أمته العربية، ورافداً أساسياً من روافد العمل العربي، يسعى باستمرار لتحقيق الوفاق والاتفاق، وقيام علاقات من التعاون البناء بين جميع الدول الشقيقة، وتجاوز جميع أسباب الخلاف والاختلاف، انطلاقاً من وحدة الهدف والمصير المشترك». فالأردن ما كان يوما لنفسه وما اتخذ طريقا غير طريق الإسلام والعروبة والصدق والمروءة يقينا منه إنه جزء من أمته وعامل مهم من عوامل قوتها ووجودها وصمودها».

في هذا العام يأتي الاستقلال والوطن يحتفل باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وبملء القلب نقول: سلامٌ عليكم، مولاي المعظم، يا من رسختم قيم الاستقلال كلها، ومضيتم على نهج الآباء والأجداد، تصلون الليل بالنهار لخير الأردن وأبنائه وأمّتيه العربية والإسلامية، ونستقبل هذا اليوم المبارك، وفيه شواهد إنجازاتكم، فنحث الخطى الواثقة للمستقبل وقد دخلنا معكم وبعزيمتكم مئوية الأردن الثانية، وبكم نمضي، متسلحين بوحدتنا الوطنية، معتزّين بإرادة الإنجاز، واثقين بوحدة الهدف وسموه: خدمة الإنسان الأرد?ي.

في ذكرى الاستقلال نتوقف بفخر وإباء على مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المشرفة في الدفاع عن قضية العرب الأولى والمركزية، فلسطين الحبيبة، وكنتم يا سيدي على العهد التاريخي لجدكم الشريف الحسين بن علي–طيّب الله ثراه–الراقد في القدس الطهور، والرافض للمساس بعروبة فلسطين.. فصدحت «الكلا الهاشمية» حاسمةً مجدِّدةً موقفكم الأزلي، يا وارث الوصاية وحامي المقدسات.. ونجدِّدها من خلفكم كلا الهاشمية على القدس، وعلى الوطن البديل، وعلى التوطين، وكلا على الاعتداءات على غزة والحرب الشعواء منذ أكثر من نصف عام وال?الم كله شاهد على حجم جهودكم السياسية والدبلوماسية والإنسانية وحضوركم العالمي وأنتم تقولون لا وألف لا للقتل والدمار والخراب، ولطالما نجحت جهودكم في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث فكنتم الوارث الشريف المؤتمن على الوعد والعهد يا سليل بني هاشم.

نعم انه الاستقلال الذي نتنسم فيه نفحات هاشمية كريمة تعطي الاستقلال أعمق المعاني والدلالات في تاريخ الأمة، فهذا هو الاستقلال كما نفهمه وهكذا نحتفل به باستكمال بناء الأردن القوي الـمنـيع الواثق من قدرات قيادته والمؤمن بنظرتها الثاقبة أن المستقبل أفضل والقادم كله خير ورفعة بإذن الله وكل عام والوطن وجلالة الملك وولي عهد الامين بألف خير.
عميد شؤون الطلبة – جامعة اليرموك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى