اراء

البوتاس خارج الصندوق

علاء القرالة

قصيرو النظر يختزلون النتائج المميزة التي تحققها شركة «البوتاس» بارتفاع الأسعار عالميا وهذا جزء من الحقيقة وليس كلها، فشركة البوتاس ومنذ ثلاث اعوام قد قررت الخروج من صندوق التقليدية باعمالها معلنة عدم العودة اليه من جديد، وبعقلية ديناميكية جريئة تتماشى مع”الرؤية الاقتصادية»، فبماذا نجحت البوتاس؟.

البوتاس منذ ثلاث سنوات بدأت باتخاذ جملة اجراءات معززة لتوجهها نحو”الصناعات التحويلية» ذات القيمة المضافة العالية، التي تساهم بالانتقال من تصدير البوتاس كخام فقط لصناعات جديدة تستخلص منها ومن ثم تحويلها الى منتجات اكثر قيمة ونفع وجدوى لها كشركة وللاقتصاد الوطني بشكل عام، فكانت نتائجها ثمرة ولبنة تم البناء عليها بوضع اولويات الرؤية الاقتصادية بعد ان أكدت البوتاس ومن خلال نتائجها وتجاربها الناجحة قدرتنا على التحول من تصدير الخام لتحويله.

لطالما كنا نشكو ونطالب بنقل التجارب العالمية وتجارب دول محيطة لصناعتنا وتحديدا في قطاع التعدين ذي القيمة العالية لاي اقتصاد في العالم، فكانت اقصى امنياتنا الاستفادة من هذه الخامات المستخرجة من ارضنا وتحويلها الى منتجات نعود نحن انفسنا باستيرادها وهي تنتج من الخام المصدر لدينا، الى ان جاءت البوتاس وبما لديها من طموح باستغلال نتائجها المالية وعكسها لمشاريع تحويلية بدأت بالانتاج حاليا، واخرى سترى النور قريبا.

ما ركزت عليه رؤية التحديث الاقتصادي في قطاع التعدين يكمن في رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي ورفع صادراته بنسبة 10.5% سنويا للوصول الى 5 مليار ات دولار عام 2033 ورفع قدرة القطاع على تشغيل الايدي العاملة، وهذا يتطلب الذهاب سريعا لجذب استثمارات للقطاع والتوجه نحو الصناعات التحويلية للمواد الخام وتنويع المنتجات المستخلصة منها.

البوتاس استطاعت تحقيق أداء مالي مميز العام 2023، مسجلةً ثالث أعلى ربح تشغيلي سنوي في تاريخها وبلغ 306 ملايين دينار، فيما بلغت صافي الأرباح الموحدة للشركة بعد اقتطاع الضرائب ورسوم التعدين نحو 293 مليون دينار وذلك بالرغم من تراجع الاسعار عالميا وذلك بسبب خطط تنويع المنتجات والأصناف التي مكنت الشركة من زيادة حصتها السوقية والتوسع في الأسواق ذات المردود العالي.

الشركة لم تتوقف عند ما تحقق، بل اطلقت استراتيجيتها الجديدة 2024-2028 التي ستعمل من خلالها على زيادة الطاقة الإنتاجية من مادة البوتاس وتنويع محفظة منتجات الشركة وإنتاج الصناعات المشتقة والتكاملية في صناعة الأسمدة والكيماويات من خلال الشراكات الاستراتيجية المحلية والعالمية وتعزيز تنافسية الشركة عالمياً وتعظيم دورها في دعم الاقتصاد الوطني.

بالمختصر، البوتاس تعتبر نموذجا ناجحا ومميزا على قدرتنا بالتحول من تصدير الخام الى اعادة تحويله لسلع منافسة في الاسواق العالمية واستخدامه محليا بدلا من استيراده ويمكن تعميمها على بقية القطاعات، والاهم انها دليل وبرهان يؤكد على امكانية تنفيذ رؤيتنا الاقتصادية وقدرتنا على النجاح في التوجه الى الاعتماد على الذات في كل شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى