اراء

الدباس يكتب : انتخابات البلديات واللامركزية بغياب الاحزاب عودة للمربع الاول

اعتقد الكثيرون من المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي الاردني ان الزخم الذي منحته اللجنة الملكية لتحديث الحياة السياسية سوف يكون له اثر مباشر في حث الاحزاب على خوض غمار انتخابات البلديات واللامركزية القادمة لتكون نسخة تجريبية قبل ان يأتي موعد الانتخابات البرلمانية القادمة ، كتجربة عملية يؤسس عليها ويتم البناء في تعزيز تواجدها على الساحة السياسية.

الا ان اعلان حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لحركة الاخوان المسلمين في الاردن الغاء مشاركته في هذه الانتخابات لاسباب ذكرها بيان سابق للحزب ، ارجعها للمناخ السياسي والظروف غير الموضوعية التي لا تشجع الحزب على المشاركة ، كان لها تأثير كبير على المشهد الانتخابي بشكل عام وعلى مشاركة الاحزاب الاخرى بشكل خاص.

اذا ستجري الانتخابات المحلية والبلديات دون نكهة سياسية على ما يبدو ، مما يضعف زخمها في افراز ممثلين لهم مرجعية حزبية برامجية ، لنعود للمربع الاول في شكل الانتخابات التي ستكون قائمة على ما يبدو على الثقل العشائري والمناطقي وقدرة المرشحين على جذب الناخبين لصناديق الاقتراع.

وهذا ما يبدو ايضا صعب المنال ولن يحقق النتيجة التي يتطلع اليها المطبخ السياسي الاردني، خاصة بعد الترويج غير المسبوق لاهمية المشاركة الشعبية في صنع القرار من خلال انتخاب ممثلين للمواطنين في المجالس المحلية وفي البلديات ، يستطيعون صنع الفارق والابتعاد عن الفردية التي طالما كانت عائقا امام ايجاد مجالس بلدية ومحلية قائمة على البرامج والخطط القابلة للتنفيذ.

وهذا ما سيؤثر بالتأكيد على البعد التنموي في تشكيل مجالس المحافظات والمجالس البلدية ، ويحد من تجاوز الخطاب الفردي للمرشحين الفائزين وقدرتهم على تحقيق التوافق في الرؤى وتحديد اولويات العمل في البلديات ومجالس المحافظات.

كل ذلك يجري في ظل واقع سياسي واقتصادي واجتماعي معقد ، يستدعي الوقوف على الاسباب ومعالجتها بحكمة والخروج من القوالب التقليدية التي سئم المواطن الاردني من مطالعتها سواء في الخطابات الرسمية والممارسات العملية.

اولويات المواطن في هذا الظرف الدقيق تعاكس ما يتطلع اليه المطبخ السياسي ، وكأن الحواجز تزداد وتتعالى حتى انها حجبت الرؤية بين الجانبين.

وسنبقى ننتظر بدون تفكير سلبي استباقي ، تجاه نسب وحجم المشاركة في الانتخابات البلدية ومجالس المحافظات لنرى ان كان ما يتوقعه الجميع حقيقة ام ان المزاج الشعبي سيتفاعل بشكل ايجابي يوم الاقتراع!!!

الا ان غياب الزخم الحزبي عن الانتخابات بشكل معلن ربما يخترقه بعد اعلان النتائج كما تعودنا في كل انتخابات سابقة ان يتم تجيير هذا المرشح او ذاك لمرجعيته الحزبية في اخر المطاف!!

وهو الشيء الذي  لا يشكل بالمطلق حالة صحية ولا يستدعي التفاؤل طالما ان المرشح قد اخفى في بداية ترشحه هويته الحزبية وتلحف بعباءة العائلة والعشيرة والمناطقية للوصول الى مقعده في البلدية ومجلس المحافظة؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى