عربيعربي ودولي

“حتى لو وجدنا خيمة لا يوجد مكان ننصبه فيها بسبب أكوام الجثث!”.. مواطن غزي يتحدث عن معاناة نقص الخيم

“حتى لو وجدنا خيمة لا يوجد مكان ننصبه فيها بسبب أكوام الجثث!”، هذا ما جاء على لسان المواطن الغزي أحمد حمدان الذي يعيش مع عائلته في مخيم النصيرات، في حديث منه لـ”الغد”، وهو ينظر إلى زوجته وأبنائه الأربعة الذين يستعدون للحظة الصفر كما قال.

لم يحدد حمدان كيف سيكون شكل لحظة الصفر التي ينتظرها وعائلته وسط القصف الإسرائيلي في محيط منزله، فإما ستكون لحظة “فرج” بالحصول على خيمة تمكنهم من تنفيذ خطة النزوح من النصيرات، أو لحظة “فرج” من نوع آخر يتوقف فيها القصف ولو دقائق حتى يستطيع أن يستغلها كي يفكر بهدوء كيف سيحسم مصير أفراد أسرته الذي يحمل أرواحهم أمانة في عنقه.

حمدان الذي يعتبر نفسه “محظوظاً” إلى حد ما عن باقي أغلبية الغزيين لأنه يملك شريحة هاتف دولية تمنحه فرصاً أكثر للاتصالات، لم يتوقف منذ أكثر من أسبوع عبر اتصالات ورسائل على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن خيمة واحدة فقط، من شأنها أن تأويه هو وأسرته لغايات خطة النزوح التي باتت لا بد منها، في ظل القصف البربري الذي تشنه قوات الاحتلال في مخيم النصيرات خلال الأيام الماضية، رغم أن قرار النزوح كان بمثابة خطة “ب” إلا أنه بات فوق أي أولوية حرصاً على حياة زوجته وأبنائه.

وبين حمدان، أن قطاع غزة ومن ضمن جملة المعاناة التي يعانيها، يفتقر افتقاراً حاداً للخيم، الأمر الذي يصعب من قرارات النزوح وغاياتها، لافتاً إلى أن التحدي لا يكمن فقط بغياب الخيم بل أيضاً صعوبة الحصول على رقعة في الأرض خالية من أكوام جثث الشهداء المتراصة في كل مكان.

وأضاف أن خيار نزوحه وعائلته قاس في كل النواحي، سواء فيما يتعلق بالتخلي عن منزله أو رحلة البحث عن مكان آمن أو فيما يتعلق ووفق ما حصل عليه من معلومات لعائلات نزحت غياب أبسط الحقوق البشرية في الأماكن التي تتواجد فيها خيم النزوح، وقال: “لا توجد في أماكن النزوح دورات مياه”.

وختم بقوله وهو يتحدث ل”الغد” خلال مشاهدته لزوجته وهي تلملم ما تستطيع من تجميعه من فرش وملابس دافئة لأبنائهم وبالتأكيد الأوراق الثبوتية: “الوضع تجاوز كملة صعب، لكنه بالطبع ما يزال في حد سلاحنا الوحيد: الصبر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى