اراء

صحيفة الدستور والعاملين فيها لا ناقة لهم ولا جمل في حرب المكاسب والمناصب

ثارت خلال الساعات الماضية حفيظة بعض الخاسرين لمكتسباتهم في صحيفة الدستور وسن بعضهم رماحهم واشهروا سيوفهم الخشبية لانقاذ ما يمكن انقاذه.

والبسوا تلك المعركة لباس ووجه مزيف يحمل بكائية الخوف على مصالح العاملين في الدستور !!

ولا نعلم اين كانت تلك العواطف والاحاسيس قبل هذا اليوم وحين كان العاملون في الدستور تتأخر رواتبهم شهور وحين كانت قرارات اعادة الهيكلة تنال من العشرات منهم وتقذفهم خارج اسوار الجريدة الاقدم والاعرق في الاردن .

فلماذا ثارت ثائرتهم الان وعلى من بالتحديد وكيف تم وضع العاملين رأس حربه في معركة استعادة المكتسبات التي تجرد منها البعض ولم يكن يشارك او يشعر مع احد من باقي العاملين ولم يتنازل عن اي جزء منها لصالح ابقاء الموظفين الذين تم انهاء عملهم خلال الشهور الماضية !!

اذا لتكن الامور اوضح واكثر شفافية امام الرأي العام وعدم تلوين الاوراق كما يشتهي البعض ولنعيد رسم الصورة بألوانها الاصيلة والاصلية دون عبث باجزائها لتجير مراميها بما يشتهي هذا الطرف او ذاك.

الدستور شركة مساهمة عامة وتعمل وفق اسس تجارية ، بالتالي لا مكان للعواطف في تسيير شؤونها والتقييم جزء اساسي في عمل مثل هذه الشركات وفقا للمعايير المتعارف عليها ودراسة مدى نجاعة اساليب وطرق الادارة التي تنتهجها الادارات فيها.

ونتائج التقييم هي الفاصل في تحديد اتجاهات مجلس الادارة فيما يتعلق بالادارة التنفيذية والتوصل الى مدى نجاح تلك الادارة في تحقيق الاهداف والخطط المرسومة وفي مقدمتها طبعا تحقيق الارباح التي ينتظرها المساهمون من خلال النتائج المالية التي تظهر في القوائم المالية السنوية.

صندوق استثمار الضمان قام بدعم موازنة الصحيفة اكثر من مرة ووفر تمويلا لتسديد رواتب العاملين في الصحيفة ودأب على تحقيق مطالب الادارة التنفيذية لمنع انهيار الصحيفة ، وحرصه على ديمومة خروجها يوميا لتكون بين ايدي المواطنين في الخبر الصادق والتغطية الصحفية التي تغذي العقول وتنقل نبض الوطن بشمولية ومهنية كما تعود الجميع على “الدستور” الصحيفة المنحازة دائما الى جانب الوطن وقضاياه.

ان التغيير سنة الحياة والبحث عن فكر اداري جديد وتفكير خارج الصندوق للخروج من حالة الجمود في التي رافقت الدستور اداريا ولم تفلح ادارتها حتى الان في ايجاد معادلة تحقق ثنائية البقاء والنجاح.

ان الدستور كصحيفة وعمل مهني تعد من ابرز الصحف العربية بتغطياتها المهنية بفضل كوادرها الصحفية المهمة وخبراتهم الطويلة في العمل الصحفي وتخصصهم في مختلف المجالات الصحفية بالاضافة للكادر الفني المتميز والذي يظهر من خلال الاخراج الصحفي المتطور للصحيفة.

لذا فإن رجائنا بأن لا ينجر العاملون في الصحيفة الى حرب ليست حربهم ولا ناقة لهم فيها ولا جمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى