رياضة

“فوقية وعنصرية”؟.. انتقادات غربية حادة للإنفاق السعودي الضخم في الميركاتو

بعد الضجة الكبيرة التي أعقبت صفقة الغولف بالولايات المتحدة، يتزايد الجدل في إنكلترا بشأن محاولات السعودية استقطاب أبرز نجوم كرة القدم لدوريها المحلي

وانتقدت وسائل الإعلام الإنكليزية، المملكة الخليجية الثرية بعد دخولها في سوق الانتقالات الصيفية بقوة بهدف تدعيم دوري “روشن” للمحترفين بلاعبين “سوبر ستار”

وقالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن “الأموال السعودية حوّلت نافذة الانتقالات إلى فوضى” بعد تأجيل عدد من الأندية الإنكليزية لخططها في السوق

وأضافت الصحيفة: “حتى (مانشستر) سيتي، الذي أصبح القوة المؤكدة في اللعبة من خلال ملكيته لأبوظبي، تأثرت جميع خططه بالقوة الأكثر تخريبا في نافذة هذا الصيف”، حسب تعبيرها

ووصفت الصحيفة دخول السعودية في سوق الانتقالات العالمية بـ “المؤثر”، لافتة إلى أن كيفية تغيير “الأموال الهائلة” المقدمة للعديد من اللاعبين لخطط ناد كبير أمر “يصعب تذكر شيء مثله”

انتقادات “طبيعية”

في المقابل، يرى سعوديون أن الانتقادات الإنكليزية “طبيعية” على اعتبار أن المملكة تعتبر طرفا جديدا في سوق الانتقالات العالمية التي تسيطر عليها عمالقة الأندية الأوروبية

وقال مدير إذاعة “يو إف أم” السعودية، تركي السالم، إن “الحرب والمعارضة (ضد المملكة) بدرجات عالية تأتي بعد أن سبب المفاوض السعودي صدمة في الدوريات الكبيرة ولا سيما الإنكليزي”

في حديثه لموقع قناة “الحرة”، أوضح السالم أنه من الـ “طبيعي أن يكون للنجاحات السعودية تبعات وردود أفعال في أوروبا؛ لأنهم كانوا الأقوى في سوق الانتقالات بالقوة الشرائية والسطوة على دوريات العالم ككل”

ويرى السالم أن التقارير الإعلامية الغربية متوقعة بعد القوة الشرائية السعودية، لا سيما في أعقاب التعاقد مع البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في صفقة أحدث ضجة كبيرة في العالم

ودخلت المملكة الخليجية في سوق انتقالات كرة القدم العالمي هذا الصيف بعد تعاقد الاتحاد مع نجم نادي ريال مدريد الإسباني، كريم بنزيمة، لينضم للأسطورة رونالدو، الذي ارتدى قميص النصر في “الميركاتو” الشتوي

ويأتي حضور كرة القدم السعودية في سوق الانتقالات العالمية بعد ضم الحكومة أكبر 4 أندية محلية إلى ملكية صندوق الاستثمارات العامة المالك أيضا لنادي نيوكاسل الإنكليزي

يشير السالم إلى أن الغرب بحاجة إلى الوقت لاستيعاب القوة الجديدة التي دخلت في عالم كرة القدم قائلا: “قارعناهم في فترة قصيرة … هذا يحتاج لوقت طويل لاستيعابه” بعد أن شاهدوا السعودية “تخطف النجاحات”، على حد تعبيره

واستشهد في حديثه بالضجة التي أعقبت صفقة دمج جولة “بي جي أيه” الأميركية مع دوري “إل آي في (ليف للغولف) والتي تحدثت وسائل إعلام أميركية على أنها تعتبر بمثابة “انتصار” للسعودية

“يغير قواعد اللعبة”

وتقول صحيفة “إندبندنت” إن الأموال السعودية سببت تضخما في أجور اللاعبين في “البريمير ليغ” بعد أن تقديم المملكة لعروض سخية للنجوم

وبحسب الصحيفة، فإن اللاعبين الذين كان من الممكن أن تكون قيمة عقودهم 40 مليون جنيه إسترليني (51 مليون دولار) قبل عامين متاحون الآن بسعر 70 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 89 مليون دولار)

من جانبه، دخل نجم ليفربول السابق والمحلل الرياضي الحالي، جيمي كاراغر، على خط الانتقادات الموجهة للرياض بعد أن عبّر عن قلقه من صفقات الدوري السعودي للمحترفين

وقال كارغر عبر تويتر إنه يشعر بالقلق بشأن قدرة السعودية على إبرام صفقات مع لاعبين في ذروة مسيرتهم الكروية

وأضاف: “لم أكن قلقا من أن يأخذ الدوري السعودي لاعبين في الثلاثينيات من العمر”، مشيرا إلى أنه حال نجاح المملكة في استقطاب نجم مانشستر سيتي، برناردو سيلفا، فإن ذلك “يغير قواعد اللعبة”

ويلمح النجم الإنكليزي السابق إلى السياسة، قائلا إن “السعودية استحوذت على لعبة الغولف، ومعارك الملاكمة الكبيرة والآن يريدون السيطرة على كرة القدم!! يجب إيقاف هذا الغسيل الرياضي”، حسب تعبيره

واستثمرت السعودية مئات الملايين من الدولارات في مشروعات رياضية، بما في ذلك التوقيع مع رونالدو واستضافة سباق الفورمولا واحد في جدة ومباريات كرة قدم لأعرق الأندية الأوروبية وبطولات عالمية في الغولف والملاكمة، بحسب فرانس برس

“ضريبة” النجاح

ولطالما وجهت للمملكة انتقادات قاسية من قبل منظمات حقوق الإنسان بشأن ما يسمى بـ “الغسيل الرياضي”، لكن الرياض تنفي بشدة تلك التهم وتؤكد أن استثمارها في الرياضة يعد جزءا أساسيا من رؤية ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط

يعلق السالم بقوله إن ولي العهد “في رؤية 2030 أطلق عبارة شهيرة مفادها (طموحنا عنان السماء) في كل المجالات، والرياضة هي إحدى المجالات التي نسعى للنجاح فيها”

ويدلل على النجاحات التي تحققها السعودية في الرياضة بالانتقادات الغربية الموجهة للرياض. وقال السالم إنه “مهما قدمت من نجاحات وعمل مميز، فإنه طبيعي يكون هناك أعداء للنجاح”، واصفا ذلك بـ “الضريبة”

وخلال وقت سابق من يونيو، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر لم تكشف عن هويته، قوله إن الهدف من مفاوضات المملكة مع نجوم الصف الأول تأتي لـ “تأسيس دوري تنافسي وقوي ورفع مستوى الأندية السعودية”. وأكد المصدر أن “الأمر كله مرتبط بمشروع كرة قدم”

والشهر الماضي، رأى رونالدو (38 عاما) الفائز بالكرة الذهبية 5 مرات، أن الدوري السعودي لكرة القدم “سيكون بين أفضل خمس دوريات في العالم، لكنه بحاجة للوقت، اللاعبين والبنية التحتية”

وينطلق الموسم الجديد في السعودية في 11 أغسطس المقبل بمشاركة 18 ناديا، كما سيحق لكل ناد إشراك كل لاعبيه الأجانب الثمانية في المباراة الواحدة

ويقول السالم إن مشروع بلاده الرياضي “يسير في الطريق الصحيح” نحو المستقبل، ملمحا إلى أن الانتقادات الإنكليزية لا تخلو أيضا من “الفوقية والعنصرية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى