اراء

وستكبرين وتفتخرين ان اباك شهيدا

وقفت ابكي وانا ارى صورة ابنتي الشهيد محمد ياسين الخضيرات واقول :اه يا عماه
لن يحملك ابوك وشقيقتك،على كتفه،ولن يصطحبك، ككل اجازة ولكنه رفعك الى مرتبة ابنة شهيد.
لن تنتظري عودته مرة اخرى، فسيطول الغياب كثيرا.
ان اباك تاهب في صحراء مفتوحة وفي مواجهة محتومة وامام عسكري لن يثني رقبته ..
مات ابوك شهيدا مواجها كي لا تتسرب المخدرات الى اباء غيرك من الاطفال، وكي لا يدمن ويسجن ويهلع غيرك من اباء واشقاء الاطفال.
انها حرب المخدرات،حرب المهربين والضحايا،حرب اليائسين وارباح المال الحرام..فقد كتب علينا ذئاب تلك الصحراء.. التي لا تتعب ولم يتعب جنودنا بمواجهتها.
لقد كانت تلك الحدود امانة بين يديه، وهذه الصحراء يجول بها كالنسر انها له ،وليست للمخترقين والدخلاء ولا للغرباء.
تلك كانت ليلة ،ماطرة ورياحها الباردة، تبكي الجبال. وكلنا حول مدافئنا وابوك وجنوده وحدهم بتلك الصحراء.. لم تثنيهم سيولا، ولا امطار. ليلة يلتف كل انسان حول ناره،الا ابيك حول سلاحه..
اه ما اعظم الشهداء انهم حملة الرسالة بعد الانبياء رسالة الوطن العقيدة ..
انه يا بنتي ثمن البطولة والرجولة ثمن الشعار الذي لا تنثني الجبهة التي تحمله الا منتصرة او جبهة شهيد..
علمت اليوم لماذا خص الله بسبعين يشفع الله لان قريب لهم شهيد..
من اليوم لن يعود لكم ابوكم وستطول الاجازة ولكن من الامس اصبحتم بنات الشهيد ..
مات من اجلنا وحرمتم انتم ابيكم لاجلنا ..
في وطني يا عمو يموت العسكري شهيدا من اجلنا وفي وطني يدمر مستقبلنا لاجل مصلحة سياسي..
كان والدي مثل ابيك عسكريا، يرفع بندقيته في لواء ٤٠ في الزرقاء والجولان ونابلس وفي كل مكان ..
كانت امي تنتظره طويلا فان عاد حيا تبسمت واستقبلته تحمد الله كان ولو عاد شهيدا لزغردت ..
عاش الجيش العربي ..الذي رفع الشعار عاليا من داخل القدس وشوارعها الى ارض الكرامة وليس نهاية بشهادة
النقيب محمد الخضيرات
رحم الله والدك يا عمي وعزائي لك ولشقيقتك وعندما تكبرين لا تبكي بل زغردي لان اباك شهيد..
عمر شاهين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى