اخبار الاردن

الروابدة: الأردن إنموذجاً مثالياً للتعددية في الهوية الوطنية

رؤيا نيوز – أكد رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، أن الأردن يعتبر إنموذجاً مثالياً للتعددية في الهوية الوطنية، حيث استقبل الأشقاء في الدين من الشيشان الشركس وأصبحوا جزء من نتاج هذا الوطن، كما فتح صدره عرب جميعاً.

وقال خلال استضافته على إذاعة “جيش إف إم” عبر برنامج من الألف إلى الياء، إن عظمة الأردن أنه استطاع ان يجعل من هذه المجموعة أسرة واحدة متحابة تعمل لمصلحة الوطن، حيث تظهر الهوية الوطنية الصادقة والانتماء له في المواقف المفصلية، فلا ترى إلا أسرة واحدة تقف خلف قيادتها ووطنها.

وأضاف أن الهوية الوطنية هي رمز للوطن وتشير إلى العلاقة التي تربط الشعب بالوطن، كما أنها جامعة بحيث تحتوي على العديد من الهويات الفرعية التي إما أن تكون طائفية أو دينية أو إلى منبت أو أصل أو موقع معين، مشيرا إلى أن الهوية الفرعية هي واجب، لكن لا يجب أن يتم التعصب لها فهي جزء من الهوية الوطنية الجامعة.

وبين الروابدة أن هناك جهداً كبيراً يُبذل منذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية في موضوع الهوية الوطنية التي أضحت اليوم على رأس أجندة الدولة الأردنية، مؤكدا في الوقت نفسه أن مقولة جلالته “الأردن أولا”، تُجسد المعنى الحقيقي للانتماء الوطن، وعليه لابد أن تكون هموم وشؤون الوطن مقدّمة على أية هموم أخرى.

أشار الروابدة إلى أن الهوية الوطنية في الأردن أضعفت في مرحلة في مرحلة التاريخ، والسبب يعود إلى أهدف القيادة الأردنية في النشأة والمتمثلة في وحدة بلاد الشام وأن لا تقتصر على الأردن وحده، ولذلك نجد أن القيادات التي تولت المسؤولية في المملكة كل الدول العربية، كما وأنه من الحالات النادرة التي لا تجدها إلا في الأردن، أنه منذ عام 1921 إلى عام 1955 كل رؤساء الحكومات الأردنية هم من بلاد العرب، لكن المهم أن الأردنيين لم يعتبروهم غرباء لأن القيادة الهاشمية جاءت بتراثها الإسلامي بعنوان الثورة العربية الكبرى، وبالتالي جاءت بهوية عربية.

وقال: إن الأردن لم يُسمى في البدايات شرق الأردن أو إمارة شرق الأردن بل سُمي حكومة الشرق العربي لغاية عام 1927، كما وأن جيشه سُمي بالجيش العربي والأناشيد الأردنية في السابق لم تتضمن وقتها كلمة أردني، الأمر الذي أجل ظهور الهوية الوطنية الأردنية.

وأوضح الروابدة أن العولمة أثرت بشكل جدي على الهوية الوطنية، كون العالم اليوم بدأ في التحول إلى قرية، وعليه لابد أن يكون الاهتمام الإنساني للمواطن اليوم جزء من العاطفة الوطنية، مشيرا إلى أن المواطنة تقوم على 3 عناصر (الإنتماء، المساواة، المشاركة في الأنشطة التي تقام في الدولة خاصة تلك التي تتعلق بعملية الإصلاح).

وأضاف أنه عندما نتحدث عن الهوية الوطنية، فإننا نتحدث عن الأجيال جميعها من ذكور وإناث وفقراء وأغنياء، وعلى الشباب إعلان الانتساب للوطن والاعتزاز به وبتاريخه وانجازاته.

وقال إن الشباب هم أصحاب الحق الأول في عملية المواطنة لأنهم مستقبل الوطن، فنحن بحاجة إلى جيل الشباب أصحاب الحمية والرغبة في العمل والإنجاز يقف إلى جانبهم أصحاب التجربة والخبرة، وعليه نريد من الشباب المشاركة في العمل العام ( العمل الحزبي، أو نشاط إنتخابي أو عمل اجتماعي وسياسي) حتى يتم كشف القيادات المُنتجة القادرة على تولي المسؤولية.

وأشار الروابدة إلى أن بناء هذا الوطن كقاعدة عربية لتحرير بلاد الشام بقيادة تنتمي إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، جعل هذا الوطن ميدناً لكل الأمة العربية، يقصده كل من هجّره وطنه أو طالباً للعمل والحياة، وبالتالي فإن المرحلة التأسيسية لهذه الدولة كانت فيها المواطنة في أعلى تجلياتها، كما وأن المرحلة الثانية التي تمثلت في توحيد الضفتين استمرت فيها المواطنة في أعلى تجلياتها، مؤكدا أن “أننا نفتتح المئوية الثانية للدولة والديموقراطية الأردنية في أعلى تجلياتها”.

وحول دور الجيش العربي في صياغة الهوية الوطنية، أكد الروابدة أن بدايات الجيش في الأردن هي تنظيم الفعاليات الموجودة على أرض الوطن جميعها، وذلك لإنشاء وحدة عسكرية مبنية على قاعدة عروبية، وبالتالي كان الجيش العربي الصورة الصادقة عن الشعب الأردني بكل تجلياته.

وقال إن الجيش العربي أعطى الصورة التنظيمية الأولى، حيث كان أفضل نموذج إداري مُبدع، كما وأن المؤسسة العسكرية عملت على بناء الانتماء والإحساس بالكبرياء للمواطن من خلال شعاره (الجيش العربي)، حيث مارس هذا الجيش كل الأدوار التنموية، وقد بدأ في المؤسسة التربوية خاصة الموجودة في المناطق النائية التي هم في أمس الحاجة للتعليم، كما كان له دوراً مميزاً في القطاع الطبي، لذلك فإن الجيش العربي يمثل رمز الوطنية الأردنية.

وشدد الروابدة “على أن هذا وطن بناه الأردنيون بكل فئاتهم و بقيادة هاشمية أصيلة نعتز بانتمائها إلى الرسول العظيم، واستطعنا جعله انموذجاً يتحذى به أمام الدول العربية، وعليه فإنه يحتاج إلى أن قيادات قادرة على تولي المسؤولية ليستمر نامياً”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى