حوادث

البلقاء: مأساة الشاب الرحامنة تحرك “الأشغال” إلى نفق يرقا

رؤيا نيوز –  أحيت وفاة الشاب حمزة يوسف الرحامنة، في منطقة “نفق يرقا” الذي تسلكه المركبات، المتجهة إلى عمان ومدينة السلط ووادي شعيب ولواء عيرا ويرقا بمحافظة البلقاء، مطالب سابقة لاتخاذ تدابير وقائية تحد من وقوع الحوادث في تلك المنطقة.
لكن تلك المطالب، لم تكن تلقى آذانا صاغية، حتى ما قبل وفاة حمزة، وعندما وقع ضحية لحادث هناك، ولم يمض على تخرجه في جامعة البلقاء التطبيقية بتخصص القانون، سوى بضعة أسابيع، وفق ما ذكر لـ”الغد”، خاله، عاطف الرحامنة.
كما أشار إلى أن ابن شقيقته، هو الوحيد لأسرته من الذكور إلى جانب 5 شقيقات، وكان في الفترة التي سبقت وفاته، يخطط لمستقبله العملي في مجال المحاماة، مشيرا إلى أن أعلى النفق، كان يفتقد لوجود جدار استنادي أو لافتات تحذيرية، كان يمكنها أن تحول دون تدهور مركبة ابن شقيقته من أعلى النفق إلى أسفله، إضافة للحيلولة دون وقوع حوادث بين فترة وأخرى.
وطالب الرحامنة، الجهات المعنية، بضرورة إعادة النظر في تصميم النفق ككل، لا سيما مداخله ومخارجه، بما يحد من خطورة العبور منه.
وفي زيارة ميدانية لـ”الغد” إلى موقع النفق، تبين أن وزارة الأشغال العامة والإسكان، وضعت حواجز إسمنتية على طول المكان الذي تدهورت منه مركبة الرحامنة، عقب وقوع الحادث، كما وضعت مرة ثانية حواجز أخرى على امتداد أعلى النفق، عقب لقاء جمع وزيرها المهندس يحيى الكسبي بالنائب عن محافظة البلقاء، الذي يسكن في منطقة يرقا، الدكتور عارف السعايدة، وتباحثا خلاله حول ما يمكن فعله لتعزيز السلامة العامة في مكان وجود النفق.
المواطن عاطف النسور، الذي يسكن منذ عقود في المنطقة المحيطة بالنفق، قال لـ”الغد”، إنه كان أول من هرع إلى مكان الحادث لحظة وقوعه، واتصل على الفور لطلب الدفاع المدني، وبالتزامن مع ذلك، هرع أيضا الكثير من الناس، في محاولة لتقديم أي مساعدة للشاب حمزة، لكن إصاباته كانت شديدة الخطورة، وقام الدفاع المدني بالتعامل مع حالته.
النسور يؤكد أن منطقة النفق، تشهد حوادث يومية تقريبا، بسبب “الخطأ في تصميمه منذ البداية”، على حد قوله، مشيرا إلى أن تعدد الفتحات المؤدية إليه، والتقاء بعضها في نهاية المطاف، دون أن يتمكن السائق من رؤية المركبات الأخرى، يشكل خطرا، ومن أسباب وقوع الحوادث، فضلا عن ضيق التقاطع الذي تلتقي عنده المركبات التي قد تكون مسرعة، ولا يستطيع السائق في هذه الحالة تدارك الموقف.
كما تطرق النسور، إلى أن النفق غير مناسب أو مهيأ لعبور القلابات والشاحنات التي تواجه صعوبة في العبور منه، خصوصا إذا كانت معبأة بحمولة مرتفعة.
ووفق النسور، هناك سائقون لا يلتزمون بقواعد السير، ويقومون بالسير باتجاه معاكس من إحدى تقاطعات النفق لاختصار الوقت، ما أدى إلى وقوع حوادث وحتى مشادات وخلافات بين السائقين، فيما أكد في الوقت ذاته، أن السكان طالبوا مرارا وتكرارا بمعالجة أوجه الخلل، إضافة لمطالب بوضع إشارة ضوئية وكاميرات مراقبة.
الناشطة الشبابية التي تقيم في منطقة يرقا، ساجدة السعايدة، تؤكد لـ”الغد”، أن الكثير من أهالي المنطقة، باتوا يطلقون على النفق وصف “نفق الموت”، وبات من وجهة نظرها “شبحا يطارد سالكيه”، مشيرة إلى أن الجميع كان ومنذ إنشاء النفق، يحذر من أن طريقة إنشائه غير المنطقية وغير الآمنة.
ووفق السعايدة، “تسبب النفق بحوادث وكوارث، لأضرار بشرية ومادية، نتيجة لعدم توافر شروط السلامة العامة، ولطالما حاول الأهالي إيصال ملاحظاتهم للمسؤولين، لكن دون جدوى، إذ لم يكترث أحد، وكانت العواقب محزنة، لا سيما بعد ما حدث مع المرحوم حمزة أسكنه الله فسيح جناته، الذي كان ضحية قرارات فاشلة وغير مسؤولة”.
وانتقدت ما سمته بـ”تطنيش المسؤولين وسياسة الطبطة على الأخطاء”، مضيفة بالقول، “عندما تقع الفاجعة يستيقظون”.
ووجهت السعايدة، نداء لجميع الجهات المختصة بإزالة النفق كاملا، قائلة “أرى أنه ليس جسرا إنما هو عبارة مياه، وأنه لا يليق هندسيا كما يؤكد المختصون، ويعد مكانا لتجمع المياه في موسم الشتاء كما حدث في الموسم السابق، علما بأنه توجد أراض فارغة في محيطه وبمساحة كبيرة، يمكن من خلالها أن تعدل الجهات المختصة وتوسع جميع المسارب وتصلح جميع أوجه الخلل”.
ومن جهتها، أكدت وزارة الأشغال العامة والإسكان، أنها أغلقت سابقا فتحة الالتفاف الواقعة على طريق السلط الدائري (المرحلة الثانية)، التي تقع قبل تقاطع يرقا بـ200 متر، والمفتوحة بشكل مخالف، بسبب خطورتها ولمخالفات السير المسجلة فيها الفترة الماضية.
وقالت الوزارة، في ردها على استفسارات “الغد”، إنها زادت طول الفواصل البلاستيكية عند مخرج النفق باتجاه منطقة يرقا، وذلك للحد من معاكسات السير التي تتم على طريق الخدمة الأيمن للقادم من شارع الستين باتجاه يرقا، ووضعت حواجز خرسانية إضافية الى منطقة الربط.
كما أشارت إلى أنه سيجري تنفيذ مطبات نموذجية في مناطق الدخول والخروج على التقاطع لتخفيف السرعة، كما جرت مخاطبة الجهات المعنية لتركيب كاميرات مراقبة سرعة في مواقع مختلفة على طريق شارع الستين (المرحلة الثانية)، للحد من المخالفات وضبطها حماية لسالكي ورواد الطريق. – الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى