رياضة

وفاة طفل ماركا… درس لجمهور الوحدات والفيصلي

 أحمد شتيوي – لا شك أن خسارة أية مباراة من مباريات القمة أو ما نسميه تجاوزا كلاسيكو الكرة الأردنية مؤلم لجمهور الفريق الخاسر ، لكن مقتل طفل بريء لا ذنب له هو الخسارة الأعظم للفائز والخاسر.

كرة القدم رياضة سامية وبريئة براءة الذئب من دم يوسف من الاسفاف والأحقاد التي بثها نفر من جمهور الفريقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولوثت بيئة الرياضية الأردنية بما يندى له الجبين.

البعض لام الأجهزة الأمنية واتحاد كرة القدم على خلفية قرارهما الشجاع بحرمان جمهور الفريقين من متابعة المباراة على المدرجات، والأن أدرك هؤلاء وبعد أن سال الدم البريء في ماركا على اسفلت الاحتفالات أن هذا القرار كان صائبا مئة بالمئة.

خسرنا روحا بريئة نتيجة هذه المباراة ونحن على ثقة لو أنه لم يتم حرمان جماهير الفريقين بعد العملية الحشد الفيسبوكية من الحضور لربما خسرنا أرواحا أخرى على المدرجات أو على جنبات الملعب.

لعنة الله على كرة القدم التي تسفر عن فقدان أحد جماهيرنا، وهنا لنضع خطوطا عديدة تحت جماهيرنا ، فهنا التحديد مرفوض فجمهور الفريقين فئة عزيزة علينا من جمهور الكرة الأردنية وفقدان أحد عشاق الفيصلي أو الوحدات مؤلم حد الوجع ، فكرة القدم لا تستحق أن نضحي بأي فرد من جمهور الفريقين.

السؤال الذي يتبادر دائما في مثل هذه المناسبات المؤلمة : لمصلحة من التجييش بين جماهير القطبين ولماذا؟ العالم كله يشهد مباريات طاحنة بين فرق القمة ، فرق تفوق فرقنا فنيا وماديا بسنوات ضوئية ومع ذلك فان أغلب المباريات تنتهي بينها نهاية طبيعية ولا يتربص اي من جمهور الفريقين بالآخر، وهنا مربط الفرس فكرة القدم جمالها واثارتها في التنافس العظيم بين أقدام اللاعبين في البساط الأخضر وفي المدرجات بين الجماهير.

ما نأمله أن تكون وفاة طفل ماركا البريء درسا لاولئك الذين يحترفون عملية بث الضغائن بين نسيجنا الواحد والذين لا يعنيهم الفيصلي ولا الوحدات من قريب أو بعيد لكنهم يرون فيهم أدوات مؤثرة من شأنها أن تضرب وحدة وتماسك هذا المجتمع.

الوحدات والفيصلي ليست مجرد أندية رياضية بل هي مؤسسات عملاقة لها تأثير كبير على المجتمع الأردني وبالتالي لا بد أن يكون هناك تنسيق على أعلى مستوى بين ادارة الناديين وباشراف الدولة من أجل اعادة الأمور الى نصابها الطبيعي، فاشارة من لاعب في أحد الفريقين قد تثير موجات من العنف لا قدر الله، وبالتالي فلا بد من تعاون مشترك بينهما حتى لا يتكرر مشهد الأمس في القمم القادمة وما أكثرها، وهنا لا بد من التأكيد على وجود تفعيل التشريات الخاصة بعقةبات مثيري الشغب فهؤلاء مكانهم الطبيعي خلف القضبان وليس على المدرجات.

درس نرجو من جمهور الوحدات والفيصلي ان يعياه جيدا فرغم قسوة المشهد المؤلم الا انه قد يكون يكون ملاذ الجماهير الوحداتية والفيصلاوية الحقيقية للتخلص من هذه الشرذمة الفيسبوكية لتعود الى المدرجات في لقاءات الفريقين القادمة.

كما نرجو أن تقام مباراة الفريقين القادمة على قمة الدوري بدون جماهير حتى لا يتكرر سيناريو لقاء الكأس لا قدر الله.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى